صحيفة الفيغارو
13/12/2012 بقلم مراسلها الخاص في
مراكش جورج مالبرونو Georges Malbrunot
استقبل قادة المعارضة السورية نتائج اجتماع
المؤتمر الرابع لـ "أصدقاء سورية" في مراكش بشعور بالرضى يشوبه الشك، فقد سمحت هذه النتائج بالحصول على
اعتراف دولي متزايد وعلى المزيد من الأموال لمساعدة اللاجئين، ولكنها لم تسمح
بإرسال السلاح إلى المتمردين الذين يريدون إسقاط نظام بشار الأسد.
رحّب
نذير حكيم، أحد المعارضين المقربين من الإخوان المسلمين، "بالاعتراف الأمريكي
الذي سيجرّ معه دولاً أخرى"، فقد اعترفت أيضاً ألمانيا وتونس وثلاثة دول في
البينيلوكس بالإئتلاف "ممثلاً شرعياً للمعارضة السورية". ولكن مصر
والجزائر لم تعترفا به حتى الآن.
كان
المعارضون السوريون في مراكش ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على الأموال لتوزيعها على
اللاجئين داخل سورية وخارجها، فقد منحت السعودية مبلغ 100 مليون دولار والولايات
المتحدة حوالي خمسة عشر ألف دولار ومنحت ألمانيا 90 مليون يورو من أجل إعادة إعمار سورية.
عبّرت كلمات المسؤولين المشاركين في الاجتماع عن
تعاطفهم مع معاناة الشعب السوري وأدانت أعمال القتل غير المقبولة، ولكن المعارضين كانوا
يريدون ما هو أكثر من الكلمات، وطالبوا بـ "أفعال" من أجل القضاء على
النظام الذي بدأت تظهر عليه علائم الضعف بشكل واضح. عندما يتحدث المعارضون عن
"أعمال ملموسة" فهذا يعني بالنسبة لهم الحصول على السلاح. أشار حسن
هاشمي، مُعارض من مدينة حلب، إلى أن اجتماع مراكش سيكون نجاحاً حقيقياً لو أنه
ترافق مع تقديم الدعم العسكري إلى المتمردين.
أصيب
المعارضون بالخيبة فيما يتعلق بموضوع السلاح، فقد اعترف باراك أوباما بالإئتلاف
الوطني، ولكنه قال بوضوح أن الولايات المتحدة لن ترسل السلاح إلى المتمردين. وعبّر
أحد المعارضين المقيمين في باريس عن أسفه قائلاً: "لم تتطرق النقاشات إلى رفع
الحظر عن إرسال الأسلحة من قبل الأوروبيين". وقال وزير الخارجية الفرنسي
لوران فابيوس على هامش اجتماع مراكش: "في الوقت الحالي، لن يتغير موقفنا"
على الرغم من انزعاج المسؤولين السعوديين والقطريين الذين يؤيدون إرسال صواريخ أرض
ـ جو إلى المتمردين من أجل تسريع سقوط النظام السوري. باختصار، يجب على المعارضة
أن تكتفي بما حصلت عليه من مستودعات الجيش السوري أو التي اشترتها عن طريق
التهريب. ربما يكون ذلك هو سبب خيبة المعارضة في سورية.
كشف اجتماع مراكش عن وجود بعض التصدعات بين
معارضي الأسد والدول الأجنبية التي تدعمهم: ما العمل تجاه مجموعة جبهة النصرة
الجهادية التي وضعتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية بسبب
علاقاتها مع تنظيم القاعدة في العراق؟. تشعر فرنسا بالارتباك، فقد وعدت
"بإجراء دراسة معمقة لهذا الموضوع الذي لا يمكن تجنبه". أما الإئتلاف
المدعوم من السعودية وقطر، فهو يرفض بشكل قاطع فتح جبهة داخلية قبل سقوط النظام،
واعتبر قادته أن جميع الأسلحة مشروعة ضد الأسد. حذّر خبير فرنسي قائلاً:
"إنها لعبة خطيرة. إن جبهة النصرة تعبير واضح عن تنظيم القاعدة في العراق.
كلما انتظرنا، كلما عززت وجودها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق