صحيفة الفيغارو
5/12/2012 بقلم مراسلتها في واشنطن لور ماندفيل Laure
Mandeville
مع
تزايد التهديد بلجوء نظام بشار الأسد للأسلحة الكيمائية، أصبح الرئيس الأمريكي
مُجبراً على إعادة تقويم خياراته العسكرية تجاه الأزمة السورية التي تُهدد بزعزعة
استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
ما
زال الرد العسكري الأمريكي غير واضح تجاه هذا التهديد. أكد مسؤول رفيع المستوى في
وزارة الخارجية الأمريكية، كان يرافق هيلاري كلينتون في زيارتها إلى بولونيا يوم
الثلاثاء 4 كانون الأول، أن نشر صواريخ باتريوت في تركيا لا يعني "توجهاً
حتمياً لإقامة منطقة حظر جوي" فوق سورية. وقال فرد ويهري Fred Wehrey، الخبير في مؤسسة كارنيجي: "إن منطقة الحظر الجوي تستوجب
تدخلاً على الأرض".
من
الصعب أيضاً اللجوء إلى ضربات جوية لأنها تُهدد بتفجير الأسلحة الكيميائية وانتشار
المواد القاتلة. هناك خيار أخر بإرسال وحدات أمريكية خاصة لحماية المخزون
الكيميائي، فقد أشارت النيويوك تايمز في بداية شهر تشرين الأول إلى أنه تم إرسال
حوالي 180 جندي أمريكي سرّاً إلى الأردن تحسباً لذلك. يتواجد هؤلاء الجنود في
قاعدة أردنية، وينحصر عملهم حالياً في مراقبة الوضع. يعيش الأمريكيون
والإسرائيليون هاجس استخدام هذه الأسلحة الكيميائية أو وصولها إلى أيدي المجموعات
الإرهابية.
أشار
دافيد شينكر David Scheker، الخبير في مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى أن تسليح المتمردين
يمكن أن يكون بديلاً، ولكن هذا الخيار ما زال مستبعداً من قبل الإدارة الأمريكية،
وقال شينكر: "يجب على الدول الغربية إرسال الأسلحة إلى الفصائل القومية داخل
الجيش السوري الحر. في حال عدم القيام بذلك، سنفسح المجال أمام القطريين
والسعوديين لتعزيز قوة الميليشيات المقرّبة من الإخوان المسلمين والسلفيين،وستكون
نتائج ذلك خطيرة". إذا كانت جميع خيارات أوباما تبدو سيئة، فإن الجمود يمكن
أن يصبح أكثر خطورة من التحرك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق