صحيفة الفيغارو
11/1/2013 بقلم مراسلتها في تركيا لور مارشاند Laure
Marchand
من
هو صاحب المصلحة في عرقلة الحوار الهش الذي بدأته أنقرة مؤخراً مع عبد الله أوجلان
في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل أكثر من 45000 شخصاً منذ عام 1984؟ يعتبر الأتراك أن اغتيال الناشطات
الكرديات الثلاث مساء يوم الأربعاء 9 كانون الثاني في باريس، يرتبط بالمفاوضات
الجارية بين الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.
تُعلن وسائل الإعلام التركية منذ يوم الثلاثاء 8
كانون الثاني عن أنه ربما تم التوصل إلى اتفاق مبدأي لنزع سلاح المتمردين الأتراك.
أشارت صحيفة Yenisafak، المقربة من الحكومة التركية الإسلامية المحافظة، إلى أن
المتمردين سيغادرون الأراضي التركية اعتباراً من شهر آذار مُتّجهين إلى العراق،
وأنهم سيتخلّون عن الكفاح المسلح، وأن جزء من قادة حزب العمال الكردستاني
سيُهاجرون إلى أوروبا، وسيتم السماح لبعضهم بدخول تركيا. كما تم التطرق أيضاً إلى
الإفراج عن آلاف الناشطين وإعطاء حقوق سياسية واسعة. كما أكدت صحيفة Radikal أنه سيتم
إصلاح تعريف الجنسية التركية بحيث يُستبدل مصطلح "مواطن تركي" بـ
"مواطن في تركيا"، وإعطاء إدارة ذاتية مُوسّعة إلى الإدارات المحلية.
لم
تؤكد الحكومة التركية ولا حزب العمال الكردستاني خطة السلام التي تتحدث عنها وسائل
الإعلام التركية. اكتفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور النيجر في
إطار جولة إفريقية، بالقول: "إن هدفنا هو أن يقوم مسؤولو المنظمة الإرهابية
والانفصالية بمغادرة الأراضي التركية". أنعشت هذه المفاوضات آمال الشعب
التركي والكردي اللذان يشعران بالتعب بعد ثلاثة عقود من الحرب الأهلية، وربما
أيقظت أيضاً المعارضين لتسوية النزاع.
يتبادل الأتراك والأكراد مسؤولية اغتيال
الناشطات الكرديات الثلاث، فقد قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم Hüseyin Celik: "نحن نعرف أن هناك انشقاقات واختلافات داخل حزب العمال
الكردستاني. إنه يشبه صراعاً داخلياً، وقد وقعت مثل هذه الحوادث سابقاً". لقد
وقعت تصفية حسابات بدون شك، ولكنها كانت تستهدف المنشقين. هناك شكوك بأن حزب
العمال الكردستاني كان وراء عملية التفجير بالسيارة المفخخة في كردستان العراق،
والتي أدت في عام 2006 إلى مقتل Kani Yilmaz الذي كان أحد الأعضاء السابقين في
الحزب، ويدعو إلى التخلي عن الصراع المسلح.
تُشير المعلومات الأولى عن الناشطات الكرديات
اللواتي تم اغتيالهن، بأنهن من مؤيدي عبد الله أوجلان. قال أحد ممثلي حزب العمال
الكردستاني في بروكسل: "كانت Sakine Cansiz مُقرّبة جداً من عبد الله أوجلان.
إن الجميع في الحركة يدعمون مبدأ الاتفاق مع الحكومة التركية التي تقول بأن عملية
الاغتيال هي تصفية حسابات داخلية. إن تسرّع الحكومة التركية يدفعني للاعتقاد بأنها
هي التي تقف وراء عملية الاغتيال".
هناك
أيضاً احتمال ممكن هو الجماعات المرتبطة باليمين التركي المتطرف. لقد قام القضاء
التركي بتفكيك شبكة Ergenekon، وهي شبكة عسكرية ـ مافيوية مُخبئة داخل أجهزة الدولة، وتم
إضعافها داخل تركيا، وأصبح زعماؤها في السجن. ولكن بعض خلايا هذه الشبكة ما زالت
ناشطة في أوروبا. لقد اعتمد الجيش التركي خلال التسعينات على هذه الشبكات لتجنيد
بعض الأتراك من أجل القيام بـ "الحرب القذرة" ضد الأكراد.
هناك العديد من عمليات الاختفاء الغامضة التي لم يتم تفسيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق