صحيفة الليبراسيون
2/1/2013 بقلم مارك سيمو Marc Semo
تتفاوض الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا مع
عبد الله أوجلان الزعيم الكاريزمي للمتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني.
تتناول هذه النقاشات نزع سلاح هذه المنظمة التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة "إرهابية".
يُشرف على هذه الاتصالات أجهزة الاستخبارات
التركية، وتجري في سجن جزيرة Imrali الذي يتواجد فيه عبد الله أوجلان بزنزانة منفردة. أكد رئيس
الحكومة التركي مساء يوم الجمعة 28 كانون الأول قائلاً: "إن اللقاءات في
جزيرة Imrali مستمرة لأنه يجب علينا الحصول على نتيجة. وستستمر ما دام هناك
بصيص من الأمل". كما اعترف مستشاره الأول Yalçin
Akdogan يوم الاثنين 31
كانون الأول أن وقف المعارك "غير ممكن على المدى القصير".
تشمل
هذه المفاوضات الدور المركزي الذي يجب أن يلعبه زعيم حزب العمال الكردستاني في هذه
العملية، ويُمثل ذلك بلا شك معطيات جديدة. اعترف أحد الدبلوماسيين الأوروبيين
قائلاً: "الحرب ممكنة بدون أوجلان، ولكن السلام بدونه مستحيل". تشمل هذه
المفاوضات أيضاً شروط اعتقال أوجلان والمبادرات تجاه الأقلية الكردية (15 % من
السكان) ومصير القادة المسلحين لحزب العمال الكردستاني الذين يمكن أن يتم
استقبالهم في إحدى الدول غير المجاورة لتركيا مقابل تخلّيهم عن الكفاح المسلح.
إن
الحكم الذاتي الذي حصل عليه الأكراد السوريون في المناطق التي يُمثلون الأغلبية
فيها، تُهدد بإثارة النزاع في تركيا، باعتبار أن الحزب الكردي الأساسي في سورية
مُقرب من حزب العمال الكردستاني. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الاشتباكات في المناطق
الجنوبية ـ الشرقية من تركيا على الرغم من القمع الذي تتعرض له المنظمات المدنية
والسياسية الكردية في تركيا (أكثر من ثمانية ألاف مُعتقل منذ عام 2009). كما يمتلك
حزب العمال الكردستاني ما بين ألفي وثلاثة آلاف مقاتل في شمال العراق. لقد اعترف
مستشار أردوغان أن "استخدام القوة لن يكفي للقضاء على حزب العمال
الكردستاني".
تريد
الحكومة التركية التفاوض الآن، مستفيدة من تراجع نشاط حرب العصابات بسبب فصل
الشتاء، لكي تتجنب استئناف المواجهات في فصل الربيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق