صحيفة اللوموند
14/1/2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad
إن
إيران هي الوحيدة، حتى الآن، التي تُعبّر عن سعادتها بأكبر عملية تبادل للأسرى
يجري تنفيذها منذ بداية الحرب الأهلية في سورية. لقد تم الإفراج عن رهائنها البالغ
عددهم 48 رهينة يوم الأربعاء 9 كانون الثاني في دمشق، ثم غادروها في اليوم التالي
إلى طهران التي رحبت صحافتها بالإفراج عنهم واعتبرته انتصاراً وطنياً. اتهم
المتمردون هؤلاء الرهائن الإيرانيين بأنهم مستشارون عسكريون جاؤوا لمساعدة نظام
دمشق، ولكن طهران اعتبرتهم حُجاجاً قبل أن تعترف بأنه يوجد بينهم بعض عناصر حرس
الثورة المتقاعدين.
فيما
يتعلق بالمدنيين البالغ عددهم 2139 والذين استطاع الجيش السوري الحر مقايضتهم
بالرهائن الإيرانيين الذين قام باختطافهم، فإن
الوضع أقل وضوحاً بكثير. أشارت بعض
المصادر المُقرّبة من المعارضة إلى أنه من المستحيل التحقق من صحة هذا العدد، وأنه
تم الإفراج فقط عن حوالي ألف مدني فقط، ومنهم إثنان بصحة سيئة جداً لدرجة أنهما
توفيا بعد الإفراج عنهما. قامت السلطات بتأخير الإفراج عن بقية المعتقلين بحجة
الظروف الجوية السيئة في المنطقة.
لا
أحد يعرف بالضبط من هم هؤلاء المعتقلين الـ 2139 الذين تم الإفراج عنهم مقابل الرهائن
الإيرانيين. يبدو أنهم مدنيون وليسوا مقاتلين، وهم من جميع المناطق والطوائف.
لقد تم الإفراج عن النساء الأربع اللواتي
تظاهرن قبل عدة أشهر في سوق الحميدية بدمشق في ثوب الزفاف ضد المجازر والعنف، وتم
الإفراج أيضاً عن المحامية العلوية من مدينة طرطوس مجدولين حسن. اعتبر أحد المصادر
المقربة من الملف أن جميع الذين تم الإفراج عنهم، لم يسبق أن صدر بحقهم أحكام
قضائية أو ملاحقات، وأن جميع الاعتقالات كانت تعسفية.
قامت
كتبية البراء التي اختطفت الإيرانيين بعملية المفاوضات، تنتمي هذه الميليشيا إلى
التيار العلماني داخل الجيش السوري الحر، وهي كتيبة من مدينة الرستن وتنشط في سهل
الغوطة بالقرب من دمشق. قام بعملية الوساطة منظمة إسلامية تركية غير حكومية (IHH) مُقربة جداً من
الحكومة التركية وقطر.
قال
الباحث السياسي في مركز المبادرة العربية للإصلاح سلام كواكبي: "لا يريد
النظام عادة التفاوض على تبادل السجناء. لم يتفاوض حتى من أجل الطيار العلوي روني
سليمان الذي سقطت طائرته بالقرب من حلب. ولم يقبل بالإفراج عن المعارض عبد العزيز
الخير على الرغم من طلبات حلفائه الروس والصينيين. إن قيامه بالتفاوض من أجل
الإيرانيين، يدل على النفوذ الكبير لطهران في دمشق حالياً".
لم
ينظر مؤيدو النظام داخل سورية بعين الرضا إلى عملية التبادل. لقد قامت عائلات
الجنود بتوجيه اللوم إلى سلطة بشار الأسد عبر الشبكات الاجتماعية، واتهمته بأنه لم
يفعل شيئاً للإفراج عن آلاف العسكريين المُعتقلين لدى الجيش السوري الحر، في حين
أنه أفرج عن ألفي ناشط مقابل خمسين مواطن إيراني يُفترض بأنهم كانوا يقومون بسياحة
دينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق