صحيفة الفيغارو
29/1/2013بقلم
آلان بارليويه Alain Barluet وجورج مالبرونو Georges Malbrunot
إن
الوضع العاجل في مالي والتدخل العسكري ضد الجهاديين في الساحل بالصحراء الإفريقية
بتاريخ 11 كانون الثاني، لا يجب أن يُخفي الوضع
المستمر في سورية منذ 22 شهراً. لم يربط لوران فابيوس بوضوح بين الوضعين،
ولكن الأحداث الراهنة في مالي ترتسم على خلفية الاجتماع الذي جرى يوم الاثنين 28
كانون الثاني بين ممثلي حوالي خمسين دولة والمعارضة السورية.
لم
يُشارك رئيس الإئتلاف الوطني معاذ الخطيب في هذا الاجتماع الذي انعقد على مستوى
كبار الموظفين، ويدل غيابه على محدودية "الديناميكية" التي تريد
الدبلوماسية الفرنسية الحفاظ عليها حول الملف السوري.
سينعقد أول اجتماع للدول المانحة برعاية الأمم
المتحدة يوم الأربعاء 30 كانون الثاني في الكويت، ويطمح هذا الاجتماع إلى جمع 1.5
مليار دولار لمواجهة الوضع الإنساني المأساوي.
قال
رياض سيف: "الوقت ليس في صالحنا، وسيؤدي استمرار هذا النزاع إلى كارثة على
المنطقة والعالم". وأشار جورج صبرا إلى أن المعارضة بحاجة إلى نصف مليار
دولار على الأقل لتشكيل حكومة، وكرر قائلاً: "نحن بحاجة إلى سلاح وسلاح
وسلاح".
بتاريخ 12 كانون الأول 2012 في مراكش، تم الحصول
على وعود بإعطاء مبلغ 145 مليون دولار إلى المعارضة السورية التي تجد صعوبة في
الحصول على ثقة المجتمع الدولي وتنظيم نفسها، ولكن هذه الوعود لم يتم تنفيذها.
أشار بعض المسؤولين الرسميين الفرنسيين إلى أن
الحركة الإسلامية الراديكالية في سورية لا تُمثل إلا 10 % من عدد المتمردين البالغ
عددهم 150.000 شخصاً، ولكنهم أضافوا بأن هذه الحركة الإسلامية أفضل تسليحاً وأكثر
حماساً وأقل فساداً.
باختصار، يؤكد الجانب الفرنسي أنه كان يجب على
هذا الاجتماع الدولي إطلاق "إشارة تحذير مفادها أنه إذا أردنا تجنب الاختيار
بين الحفاظ على النظام والفوضى الإسلامية،
يجب علينا تعزيز مصداقية الإئتلاف". ومن هنا تأتي الحاجة العاجلة لمساعدة هذا
الإئتلاف لكي يستعيد مصداقيته لدى السوريين في الداخل الذين ينجذبون نحو التطرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق