صحيفة الليبراسيون
30/1/2013 بقلم مجيد زروقي Madjid Zerrouky
حَظِيَ
الموقف القطري من الحرب في مالي بدعم الحكومة المصرية ـ التي تعيش بفضل المساعدات
المالية القطرية ـ ودعم الحكومة التونسية.
كانت الحكومة القطرية تأمل حتى اللحظة الأخيرة بتسوية الأزمة في مالي عبر
"الحوار" والاستمرار في سيطرتها
على منطقة تعتبرها في مرحلة صعود إسلامي، ويَعِدُ باطنها بثروات كبيرة.
قامت
قطر باستدعاء الرئيس المالي في نهاية شهر تشرين الأول 2012 لكي تعرض عليه خدماتها،
ولكنها فشلت. إذا كانت قطر قد اختلفت بشكل غير مسبوق مع حليفها الفرنسي، فإنها
تُخاطر بسمعتها أيضاً.
تتواجد المنظمات القطرية غير الحكومية في شمال
مالي وفي الصومال، ثم في ليبيا وتونس منذ الثورات العربية. إن هذه المنظمات توفر
الفرصة أمام قطر لتوسيع منطقة نفوذها في الساحل (الصحراء الإفريقية) وفي غرب
إفريقيا.
راهنت قطر حتى الآن على إطلاق العنان لتدخلها في
العديد من المناطق، وقد سمح لها ذلك بتحقيق نجاحات دبلوماسية. ربما تسرّعت قطر
بدفع بيادقها في منطقة يُمثل الإسلاميون فيها تهديداً لباريس. إن شمال مالي ليس
مثل ليبيا ولا مثل سورية التي ما زالت الدولتان متفقتان بشأنها على هدف سقوط بشار
الأسد. إن ذلك يُفسر بلا شك التحفظ الفرنسي حول التواجد القطري في مالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق