صحيفة الليبراسيون
3/1/2013 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin
تُشير
الأيام الأولى من هذا العام أنها ستكون أكثر دموية من من الأعوام السابقة، فقد
شهدت تكثيف هجمات المتمردين حول دمشق وازدياد عدد الغارات الجوية للجيش النظامي
وبث صور فيديو حول مشاهد التعذيب الأكثر وحشية.
نشرت
الأمم المتحدة يوم الأربعاء 2 كانون الثاني حصيلة إحصائية تشير إلى مقتل أكثر من
ستين ألف شخص منذ منتصف شهر آذار 2011. إنه رقم
أعلى بكثير مما كانت تنتظره المفوضة العليا لحقوق الإنسان التي أجرت
تحقيقات لمدة خمسة أشهر، وأنجزتها في شهر تشرين الثاني الماضي. كان المرصد السوري
لحقوق الإنسان الذي ينشر حصيلة منتظمة لعدد الضحايا، قد أشار إلى مقتل حوالي 45000
شخصاً، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذا الرقم يمكن أن يكون أكبر بكثير.
سترتفع هذه الحصيلة مع مقتل عشرات الأشخاص وجرح
آخرين في الانفجار الذي أصاب محطة بنزين في حي المليحة بالقرب من دمشق، بسبب إطلاق
أحد الصواريخ. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه ليس بإمكانة إعطاء حصيلة
أكثر دقة لهذا الانفجار، فقد قال أحد الناشطين (أبو سعيد) الذي وصل بعد ساعة من
وقوع الغارة، إلى وكالة رويترز: "أحصيت ثلاثين جثة على الأقل. كانت بعضها
محروقة والأخرى مُقطعة الأوصال". إن المرصد السوري لحقوق الإنسان مُقرّب من
المعارضة، ولكنه يُعتبر موثوقاً. وقد أشار إلى إلى موقوع مجزرة أخرى في المعضمية،
عندما أدت غادرة جوية إلى مقتل 12 شخصاً معظمهم من الأطفال لعائلة واحدة. إن هاتين
المجزرتين في مكانين مختلفين بالقرب من دمشق، تدلان على وقوع معارك هامة بالقرب من
العاصمة، وأن المتمردين يسعون إلى محاصرتها.
يلجأ
نظام بشار الأسد إلى الطائرات بشكل كبير لفك الحصار الذي يفرضه المتمردون ولترهيب
السكان، وذلك لأنه لا يملك وحدات مشاة كافية. لهذا السبب، تتركز هجمات المتمردين
على القواعد الجوية. في شمال سورية، تحاول وحدات إسلامية، منها جبهة النصرة
المترتبطة بتنظيم القاعدة وأحرار الشام، الاستيلاء على القاعدة الجوية في تفتناز
في منطقة إدلب بالقرب من الطريق الواصل بين دمشق وحلب. كما قامت مدفعية النظام
بقصف دوما وحرستا وعربين وزملكا، وهي مناطق يتواجد فيها المتمردون بشكل كبير.
في
الوقت الذي اتسعت فيه المعارك إلى جميع أنحاء سورية باستثناء بعض المناطق
الساحلية. تتزايد الشهادات حول الأعمال الوحشية. فقد نشرت أهم كتيبة متمردة في
دمشق شريط فيديو على اليوتوب يوم الثلاثاء 1 كانون الثاني، ويمكن أن نرى فيه
رجالاً، ربما يكونوا من الشبيحة، وهم يقطعون أيدي سجينين اثنين ويُعذبوهما حتى
الموت. ولكن لا يمكن التأكد من صحة هذا الفيديو.
من
جهة أخرى، بدأت عمليات اختطاف الصحفيين بالازدياد. كان آخرهم الصحفي الأمريكي جيمس
فولي James Foley الذي أشارت عائلته إلى أنه اختفى في منطقة إدلب بتاريخ 22 تشرين
الثاني الماضي. كما تم اختطاف العديد من الصحفيين في سورية، وقُتِل 28 صحفياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق