صحيفة اللوموند
31/1/2013 بقلم مراسلتها في نيويورك ألكسندرا جينيست Alexandra
Geneste
أشار
الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في اجتماع مُغلق مع جميع أعضاء مجلس الأمن يوم
الثلاثاء 29 كانون الثاني إلى أن سورية في طريقها نحو التفتت تحت أعين العالم. كما
أكد أن الحرب الأهلية وصلت إلى مستويات مُرعبة لم يسبق لها مثيل في هذا البلد. وحض
مجلس الأمن على التحرك بسرعة، ودعا إلى فتح تحقيق دولي بالمجزرة الأخيرة في حلب.
ونفى الشائعات المتداولة حول استقالته.
لم
يستجب المجتمع الدولي إلى نداءات الأمم المتحدة بتقديم المساعدات إلا بمقدار 51 %
عام 2012، ولهذا السبب انخفضت المساعدات الغذائية المُرسلة إلى السوريين بنسبة 50
% منذ شهرين. قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ John Ging مُحذراً:
"نقول بوضوح إلى الدول المانحة بأنه سيكون هناك تخفيضات أخرى، إذا لم تزداد
مساعداتهم" وذلك بمؤتمر صحفي في نيويورك قبل 48 ساعة من انعقاد مؤتمر الدول
المانحة في الكويت.
قام
جون غينغ بمهمة في سورية استمرت أربعة أيام بمرافقة مسؤولين رفيعي المستوى من سبعة
وكالات تابعة للأمم المتحدة، وقد عبّر جون غينغ عن اطمئنانه فيما يتعلق بالسيطرة
على توزيع المساعدة، واعتبره معياراً هاماً جداً لأن "هذه المسألة تؤثر على
ثقة الدول المانحة". كان جون غينغ حازماً عندما أشار إلى أن حوالي نصف
المساعدات الغذائية مُوجهة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وقال:
"لن يذهب دولار واحد من المساعدات الأممية إلى الحكومة السورية مباشرة".
يجري توزيع هذه المساعدات عبر المنظمات المحلية ومنها الهلال الأحمر السوري. من
المفترض أن تؤدي آليات المراقبة التي وضعتها الأمم المتحدة والمنظمات المحلية غير
الحكومية إلى منع اختلاس هذه المساعدات من قبل أطراف النزاع.
حصلت
110 منظمة سورية على موافقة دمشق بتوزيع المساعدات، ولكن تحقيقاً أجرته الأمم
المتحدة أظهر أن 45 منظمة منها فقط مؤهلة للقيام بذلك. لا يوجد حالياً إلا تسع
منظمات دولية غير حكومية تعمل سورية، وقد عبّر جون غينغ عن أمنيته بارتفاع عدد هذه
المنظمات للمساعدة في "التحقق من نزاهة إيصال المساعدات الإنسانية".
أشار
أحد المسؤولين الأمميين إلى أنه إذا كان النظام السوري قد سمح بمرور المنظمات
الإنسانية عبر خطوط المواجهة خلال زيارة الوفد الأممي، فإنه من النادر أن يحصل ذلك
في الأوقات العادية. أكد جون غينغ قائلاً: "لم تكن الأمم المتحدة قادرة منذ
22 شهراً على إيصال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى شمال سورية" الذي
تُسيطر عليه المعارضة، ويقوم الجيش بمنع الدخول إلى هذه المنطقة لأنها أراضي ما
زالت تحت السيادة السورية.
أشار
المُنسق الإقليمي في المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة بخصوص سورية بانوس
مومتزيس Panos Moumtzis إلى أن غياب أية عملية سياسية من أجل الخروج من الأزمة يؤدي إلى
زيادة خطورة "الوضع الإنساني في سورية، وهو الوضع الأكثر تعقيداً وخطورة في العالم حالياً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق