صحيفة اللوموند
4 أيار 2013 بقلم بنجامان بارت Benjamin barthe
هناك
الكثير من أفلام الفيديو على الأنترنت والكثير من الشهادات حول مسألة استخدام
الأسلحة الكيميائية في سورية، ولكن لا يوجد براهين علمية. تملك المعارضة ضد نظام
بشار الأسد حزمة من المؤشرات المتقاربة، ولكن ينقصها العناصر التي لا يمكن دحضها.
تم إطلاق عدة مشاريع لمعالجة هذا الوضع، وإنشاء شبكة لجمع المعطيات الموثوقة قدر
الإمكان. قال الدكتور توفيق شما، الناطق الرسمي باسم اتحاد المنظمات السورية
للإغاثة الطبية (UOSSM): "نريد الخروج من الغموض الحالي
الذي يسمح للدول الغربية بعدم إعلان موقفها بشكل واضح وعدم تنفيذ وعودها حول تجاوز
الخط الأحمر".
عاد
بعض أعضاء هذه المنظمة غير الحكومية الأسبوع الماضي من زيارة إلى المناطق التي
يُسيطر عليها المتمردون في شمال سورية. لقد قاموا بتجنيد بعض المتطوعين الذين سيتم
تأهيلهم في الأسابيع القادمة على تقنيات أخذ العيّنات الإنسانية (الشعر والبول
والدم) أو النباتية (النباتات وعيّنات من التربة). من الممكن أن تتم عملية التأهيل
على الحدود التركية ـ السورية من قبل بعض الخبراء القادمين من بلد أوروبي تعهّد
مؤخراً بمساعدة اتحاد المنظمات السورية للإغاثة الطبية، ولكن بشرط عدم ذكر اسم هذا
البلد. قال الدكتور توفيق شما، وهو طبيب عام يعمل في جنيف في الأحوال العادية: "تكمن
الفكرة في أن يتمكن مُتطوعونا من الذهاب بأقصى سرعة إلى الأماكن المعنية عند أول
إنذار أو قصف مُشتبه به من أجل أخذ
العيّنات حسب الأصول، ونقلها إلى مختبرات أجنبية".
تستطيع المعارضة السورية أيضاً الاعتماد في هذه
المهمة على دعم منظمة أمريكية غير حكومية اسمها: Physicians
for Human Rights، وهي
متخصصة بالإغاثة الطبية في مناطق النزاعات. بدأ مسؤولو هذه المنظمة بتوزيع منشورات
في سورية مليئة بالمعلومات الهامة للسكان المُعرّضين لقصف النظام. تصف هذه
المنشورات الأعراض الناجمة عن انفجار بمواد كيميائية قاتلة، سواء كانت غاز الخردل
أو غاز الساران أو غاز VX. إنها معلومات أساسية للوقاية من انتقال العدوى على نطاق واسع
وإزالة القلق غير المُبرر وتجنب الذعر. تتضمن منشورات هذه المنظمة أيضاً تفاصيل
حول إجراءات إبطال العدوى وبروتوكالات أخذ العيّنات. استطاعت الجمعية الطبية
السورية ـ الأمريكية (Syrian American Medical Society) توزيع هذه المنشورات على حوالي
مئة طبيب سوري شاركوا مؤخراً في مؤتمر حول الأسلحة الكيميائية في بلد مجاور
لسورية.
تبقى
نقطة ضعف جميع هذه الجهود في سلسلة الرقابة على العيّنة من بدايتها حتى وصولها إلى
المُختبر. إذا لم يكن هناك ضمان بعدم تعرّض خصلة الشعر أو زجاجة البول إلى
التلاعب، فإن نتيجة التحليل ستبقى قابلة للنقاش. قال الباحث في مجال السموم في
جامعة ليدز (Leeds) أليستير هاي Alastair Hay الذي حقق في لجوء النظام العراقي
إلى السلاح الكيميائي: "يجب لصق البطاقات على العيّنات
بعناية بالغة، وإغلاق العينات بالشمع الأحمر، وتصوير العملية من البداية إلى
النهاية، وأن يستطيع الشخص تأكيد أن العيّنة بقيت طوال الوقت تحت نظره، وأنه لم
يلمسها. وبالتأكيد، من الصعب جداً الحصول على مثل هذه العيّنة التي تُوفّر جميع
هذه الضمانات بدون تعريض حياة الشخص الذي يحملها للخطر".
إن
حجّة سلسلة الرقابة تُفسر الحذر الكبير للدول الغربية تجاه العيّنات القادمة من
سورية. أكد الدكتور توفيق شما قائلاً: "رفضت
سويسرا وألمانيا وفرنسا استقبال العيّنات التي بحوزتنا".
أشار بعض الشهود الذين ذكرتهم صحيفة التايمز البريطانية إلى أنه ربما دخل فريق طبي
أمريكي لجمع الأدلة ميدانياً، وذلك بعد الهجوم المفترض بالسلاح الكيميائي على حي
الشيخ مقصود في حلب بتاريخ 13 نيسان. ولكن في الوقت الحالي، ما زال مثل هذا النوع
من التدخل الخارجي نادراً وخطيراً جداً.
لا
تزول آثار غاز الساران أو غاز VX بسرعة على الرغم من أنهما
سريعا التبخر. يمكن اكتشاف وجودهما في عينات الدم والبول خلال ستة أسابيع بعد
انفجار الغاز. فيما يتعلق بالعيّنات المأخوذة من التربة، يمكن اكتشاف وجودهما بعد
عدة سنوات من وقوع الانفجار بشرط أخذ العيّنة من مكان وقوع القذيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق