صحيفة الفيغارو
8 أيار 2013 بقلم مراسلها في إسرائيل أدريان جولمز Adrien
Jaulmes
ربما
بدأ بنيامين نتنياهو بتطبيق التجميد السرّي للاستيطان الإسرائيلي داخل الأراضي
الفلسطينية. أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء 7 أيار أن رئيس الوزراء
أمر بإيقاف طلبات العروض لبناء مساكن جديدة في المستوطنات اليهودية داخل الضفة
الغربية من أجل تسهيل الجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. أضافت
الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو أعلن عن هذا القرار أمام وزير السكن الإسرائيلي
أوري أرييل قبل عدة أيام.
لم
يؤكد مكتب رئيس الحكومة ولا وزير السكن هذا التجميد. ولكن رئيس حركة السلام الآن
المعادية للاستيطان ياريف أوبنهايمر Yariv
Oppengeimer أكد قائلاً:
"تراجع عدد المشاريع الجديدة المُرخّصة في الضفة الغربية منذ زيارة باراك
أوباما".
يتعارض هذا القرار مع وعود نتنياهو خلال الحملة
الانتخابية الأخيرة بإطلاق مئات عروض الأسعار لأبنية جديدة انتقاماً لإعطاء فلسطين
صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة. لا شك أن زيارة باراك أوباما الأخيرة لإسرائيل
ساهمت في هذا التغيير السياسي غير المعلن، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي امتنع
خلال زيارته لإسرائيل عن المطالبة علناً بتجميد جديد لعميات البناء. لا شك أنه
تطرّق إلى هذا الموضوع مع نتنياهو.
كان
طلب أوباما أكثر سرّية من طلبه السابق بخصوص تجميد الاستيطان أثناء ولايته الأولى،
ولكنه استطاع التوصل إلى تسوية تُثير الفضول: ستستمر عمليات البناء التي حصلت على
ترخيص سابق، وتم تأجيل المصادقة على المشاريع الجديدة، ولكن بدون الإعلان عن أي
تغيير في السياسة الرسمية.
ربما سيستمر هذا الإجراء حتى منتصف شهر حزيران
على الأقل، بشكل يسمح لرئيس الحكومة بعدم التراجع علناً عن وعوده إلى أغلبيته
الحاكمة. من المفترض أن يسمح أيضاً لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يقوم
بعدة جولات مكوكية لاستئناف عملية السلام بإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة
المفاوضات.
يبقى
هذا التجميد السرّي والجزئي أقل من مطالب السلطة الفلسطينية التي تُطالب بتعليق
جميع عمليات البناء في المستوطنات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق