افتتاحية
صحيفة الفيغارو 1 حزيران 2013 بقلم بيير روسلان Pierre
Rousselin
أشار
رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند أن العملية العسكرية الفرنسية (سيرفال) في مالي لم
تنته من الإرهاب في الصحراء الإفريقية (الساحل). كانت هذه العملية نجاحاً عسكرياً
صريحاً، ولكنها لم تحل أي شيء إطلاقاً. لقد تفرّق الجهاديون أمام تقدم القوات
الفرنسية والتشادية، ثم تجمعوا في جنوب ليبيا، أي في المكان الذي انطلقوا منه
سابقاً للهجوم على العاصمة المالية باماكو. استطاعت هذه المجموعات الإرهابية،
انطلاقاً من ليبيا التي شاعت فيها الفوضى بعد سقوط القذافي، القيام بعمليات مُخيفة
مثل خطف الرهائن في موقع عين أميناس الغازي في الجزائر في شهر كانون الثاني
الماضي، والقيام مؤخراً بعمليات تفجير انتحارية في النيجر التي تتواجد فيها شركة Areva الفرنسية
لاستخراج اليورانيوم.
إن
جنوب ليبيا على وشك التحوّل إلى معقل جديد للإرهاب مثل أفغانستان واليمن والصومال.
تملك هذه المجموعات المسلحة في هذه المنطقة ترسانة أسلحة مذهلة. إذا لم يتم القيام
بأي شيء لمقاتلتهم، فإن الحرب في مالي ستكون عديمة الفائدة... كما كانت الحرب في
لبيبا عديمة الفائدة. لقد دخلنا في دوامة عنف جهنمية، ويُخشى أنها لن تتوقف أبداً.
إنه هاجس شرعي، ولا يمكن تبرير الجمود.
لولا
المساعدات التي حصلت عليها السلطات الليبية الحالية، لما استطاعت التخلص من حكم
القذافي. نحن ننتظر أن تُسيطر السلطات الليبية على كامل أراضيها. وباعتبار أنها
تجد صعوبة في تأمين حدودها، يجب تقديم
المساعدات التي طلبتها بدون تأخير. كان فرانسوا هولاند مُحقاً عندما استبعد تحرك
فرنسا بشكل أحادي الجانب. إن الجزائر والنيجر وتشاد في المقدمة، ويجب عليهم
التفاهم مع طرابلس الغرب لسحق الخطر الإرهابي، بعد حصولهم على المساعدة الضرورية
التي بدأنا بتقديمها ويجب علينا الاستمرار بتقديمها، لكي لا تكون فرنسا بدورها
هدفاً للجهاديين في جنوب ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق