صحيفة اللوموند
15 حزيران 2013 بقلم مراسلها الخاص في الدوحة سيلفان سيبيل Sylvain
Cypel
كيف
يمكن إيقاف الحرب في سورية وتجنب انتشارها إلى الدول المجاورة؟ كان هذا السؤال
محور المنتدى الأمريكي ـ الإسلامي لمعهد بروكنغز للدراسات الذي انعقد في الدوحة
بالفترة من 9 إلى 11 حزيران. حضر هذا المؤتمر نخبة من ممثلي الدول المعنية
والمجتمعات المدنية فيها. كان النقاش يوم الثلاثاء 11 حزيران يتضمن الدبلوماسي
السوري حسام حافظ الذي انشق في شهر تموز 2012 وانضم إلى الإئتلاف الوطني السوري،
والدبلوماسي الأمريكي المرموق توماس بيكرينغ Thomas
Pickering الذي كان
مساعداً سابقاً لوزير الخارجية الأمريكي، والمندوب البريطاني الخاص لدى المعارضة
السورية جون ويلكس Jon Wilks، وعضو مكتب الأمن القومي الروسي فيتالي نومكين Vitaly Naumkine. تركز النقاش على الخروج من الأزمة، ولم يتطرق أي من المشاركين
إلى استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
كان
توماس بيكرينغ ينوي إيقاظ الشعور بالطابع العاجل بعد الإعلان مؤخراً عن تأجيل
مؤتمر جنيف، وقال: "من المستحيل انتظار سنوات
أخرى" بدون القيام بمحاولات لإيقاف المجزرة. واستفاد من
المنتدى لإطلاق بالون اختبار استقبله فيتالي نومكين بتحفظ. أشار بيكرينغ إلى أن
التوصل إلى "اتفاق سلام" شامل غير
ممكن في سورية حالياً. ولكنه اعتبر بأنه يمكن التفكير بـ "وقف
إطلاق نار إنساني" في المرحلة الأولى، بشكل يسمح بإنشاء
آلية لوجستية لدعم اللاجئين والسكان على الأرض. إن المقدمة المنطقية لاقتراحه هي
التالية: مع سقوط ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شخص بين قتيل وجريح شهرياً، فإن
الرهان الإنساني أصبح أكثر "أولوية" باعتبار
أن أياً من الطرفين غير قادر على الانتصار عسكرياً، كما أن تسليح المعارضة بأسلحة
هجومية سيزيد سباق التسلح وسيُفاقم
المجازر. بالإضافة إلى ذلك، إن انقسامات المعارضة تجعل التقدم السياسي صعباً. تشعر
الدول المجاورة بالقلق، وهي مُهتمة بحل إنساني سريع. إن التوصل لمثل هذا الاتفاق
بموافقة وإشراف الأمم المتحدة سيسمح لاحقاً بالقيام بمفاوضات سياسية. من أجل
التوصل إلى ذلك، فإن "تعاوناً روسياً ـ أمريكياً هو
الخيار الواقعي الوحيد". لقد ذهب بيكرينغ مؤخراً إلى موسكو،
وقام بعرض اقتراحه فيها.
باعتبار أن التوصل إلى اتفاق سياسي بين النظام
السوري والمعارضة غير ممكن، يعتقد بيكرينغ أنه من الممكن التفاهم مستقبلاً على
اجراء انتخابات من أجل مجلس دستوري تحت رقابة دولية. وقال بيكرينغ: "تبدو
هذه الفكرة بعيدة، ولكنها يمكن أن تظهر كخيار وحيد لإخراج البلد من الأزمة".
بانتظار ذلك، يعتقد بيكرينغ أنه لا يمكن الإشراف على أي إيقاف إنساني لإطلاق النار
بدون منطقة حظر جوي على تسليم الأسلحة.
كانت
ردة فعل الدبلوماسي الروسي فيتالي نومكين حادّة، وذكّر بأن عدد القتلى واللاجئين
في العراق عام 2005 كان أكبر من عددهم في سورية حالياً، ولكن الولايات المتحدة لم
تستعجل من أجل تشجيع "حل إنساني عاجل". تساءل نومكين قائلاً: أليس العدو
الأساسي في سورية هم الجهاديون الذين ربما يُشكلون أغلبية معارضي النظام؟ ولكنه
وافق على روح الاقتراح مع بعض الفوارق البسيطة، وذكّر بـ "السابقة
الليبية". لقد اعتبر بأنه لن يكون هناك أي اتفاق إذا اعتقدت
موسكو بان الدول الغربية تحاول فرض "تغيير النظام
بالقوة". إذاً، لن تقبل موسكو منطقة حظر جوي بدون ضمانات
مسبقة. من جهة أخرى، قال نومكين: "يجب توجيه الدعوة إلى
طهران لحضور مؤتمر جنيف، مثل تركيا ومصر والسعودية، وبدون ذلك، لن يتم التوصل إلى
أي شيء". فيما يتعلق بهذه النقطة، يعتبر بيكرينغ أن الأمم
المتحدة يجب أن تكون الجهة المنظمة الوحيدة للمؤتمر، وأن تُقرر من هي الدول
المدعوة. سيكون ذلك وسيلة للالتفاف على الرفض الأمريكي الرسمي للحضور الإيراني.
قال
المعارض السوري حسام حافظ أنه لا يستطيع دعم هذه المبادرة قبل استشارة معسكره،
وقال أنه "يجب إعادة التوازن العسكري إلى موازين القوى، وإلا فإن الأسد
سيكون المستفيد الوحيد". فيما يتعلق بالمندوب البريطاني جون ويلكس، فإن خلافه الوحيد مع
الاقتراح الأمريكي هو أنه لن يتم تحقيق أي تقدم دبلوماسي سريع، وأنه يجب تسليح
المعارضين "الجيدين". وإذا لم
يتحقق ذلك، يخشى ويلكس من أن "نفوذ تنظيم القاعدة سيزداد على
الأرض، وسيقوم بتحديد جدول أعمال المعارضة قريباً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق