الصفحات

السبت، ٢٢ حزيران ٢٠١٣

(حزب الله، خطر في منزله)

صحيفة الليبراسيون 22 حزيران 2013 بقلم مراسلها في بيروت توما أبغرال Thomas Abgrall

     ما زال التدخل العسكري لحزب الله إلى جانب النظام السوري يُثير بعض الاضطرابات. دعا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان يوم الخميس 20 حزيران إلى "عودة حزب الله إلى لبنان" في المقابلة التي أجراها مع صحيفة السفير. يُمثل موقف الرئيس اللبناني إشارة هامة إلى المجتمع الدولي، حتى ولو كان نفوذه محدوداً على الصعيد الداخلي.
     أثار الانخراط الكامل لحزب الله في سورية انزعاج بعض مؤيديه الأكثر إخلاصاً، فقد قام الوزير المستقيل جبران باصيل، زوج بنت ميشيل عون، بانتقاد الحزب الشيعي خلال الأيام الأخيرة، وأكد في صحيفة الشرق الأوسط قائلاً: "إن الاهتمامات الإقليمية لحزب الله جعلته يرتكب بعض الأخطاء الداخلية. لقد طعننا وطعن الديموقراطية". كما اتهم حزب الله بأنه اتفق مع أحزاب أخرى لتأجيل الانتخابات التشريعية حتى شهر تشرين الثاني 2014. كانت هذه الانتخابات مقررة هذا الشهر، وكان من الممكن أن تضع حزب الله في موقف صعب، وتدفعه إلى إعادة النظر بانخراطه في سورية. قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي: "لن تؤثر هذه التصريحات على التحالف الإستراتيجي للجنرال عون مع حزب الله، ولكنها تُعبّر عن شعور الرأي العام المسيحي الذي لا يؤيد بأغلبيته تدخل الحزب في سورية".
     أدى انخراط حزب الله في سورية إلى تداعيات أمنية أكثر فأكثر أهمية، ولاسيما في سهل البقاع. لقد تم إطلاق حوالي ثلاثين قذيفة صاروخية من الأراضي السورية على معقل الحزب الشيعي في مدينة بعلبك وبعض القرى المجاورة منذ بداية شهر حزيران، "انتقاماً" من استيلاء حزب الله على القصير. كما تدهورت العلاقات بين السنة والشيعة في بعلبك هذا الأسبوع مع اغتيال ثلاثة لبنانيين شيعة من عائلة الجعفر التي تتمتع بنفوذ كبير. كما تزايدت بؤر التوتر في مناطق أخرى مثل طرابلس وصيدا التي وقعت فيها مواجهات براجمات القذائف الصاروخية بين الموالين للشيخ السلفي أحمد العسير وحزب الله، وأدت إلى مقتل شخص وجرح عدة أشخاص يوم الثلاثاء 18 حزيران.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق