صحيفة الفيغارو
1 حزيران 2013 بقلم مراسلها في نيويورك موران بيكار Maurin Picard
اسمها
نيكول لين مانسفيلد Nicole Lynn Mansfield (33 عاماً) من مدينة فلينت Flint في ولاية
ميتشيغان على الحدود الكندية، لا أحد يعرف بالضبط ماذا كانت تفعل في وسط المعارك
في سورية. ظهرت جثتها المشوهة ـ هل هي جثتها فعلاً ـ يوم الخميس 30 أيار في أخبار
التلفزيون الحكومي في دمشق، وذلك إلى جانب صورتها وهي مُحجبة مع جواز سفر وشهادة سوق
من ولاية ميتشيغان. اعتبر نظام الرئيس بشار الأسد أن هذه "الجهادية" من
الحركة الإسلامية جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، قُتِلت برفقة مواطنين
أجنبيين اثنين أحدهما بريطاني أثناء كمين في منطقة إدلب.
أكدت
السلطات الأمريكية نبأ وفاتها، وأرسلت على الفور عناصر المخابرات الفيدرالية FBI إلى منزل
عائلتها في فلينت لتقصّي مسار هذه الأمريكية الضالّة. كانت جدّة الضحية كارول
مانسفيلد حزينة جداً، وقالت باكية: "كان قلبها طيباً، ولكنها
كانت تميل إلى الثقة بأي شخص، ويمكن التأثير عليها بسهولة. أعتقد أنها تعرضت لغسيل
دماغ"، وقالت عمتها مونيكا مانسفيلد سبيلمان: "لا
أعتقد أنها كانت إرهابية، ولكن الله وحده هو الذي يعلم".
ما
زالت المعلومات عن الضحية مجتزأة. إنها تتحدر من عائلة عمالية في قطاع صناعة
السيارات، وهي من معتنقي المذهب المعمداني، وكانت طالبة متوسطة. تركت نيكول
المدرسة في سن 15 عاماً عندما كان حاملة بطفل، وذلك بعد فترة قصيرة من طلاق
والديها. قامت بتربية ابنتها التي يبلغ عمرها اليوم 18 عاماً، وبدأت دورة تدريبية
للمساعدة في الأعمال المنزلية، وعَمِلت كمساعدة للأشخاص المسنين خلال عقد من
الزمن. ربما إلتقت بمهاجر عربي، وتزوجها قبل خمس سنوات، ثم طلقته عام 2010، بعد أن
سمحت له بالحصول على البطاقة الخضراء التي تسمح له بالإقامة الدائمة في الولايات
المتحدة.
ما
الذي حصل؟ اعتنقت الإسلام أثناء زواجها العابر، ثم بدأت بالدفاع عن المرأة المسلمة
ومحاسن الحجاب أمام كل من يريد سماع ذلك. ثم قامت بزيارات غامضة إلى الشرق الأوسط،
مثل دبي، "لأسباب دينية" على الرغم من تحفظات عائلتها. تتوقف المعلومات
التي أعطتها المخابرات الفيدرالية FBI عند هذا الحد.
تواجه
المخابرات الفيدرالية حالات جديدة من الراديكالية بعد شهر ونصف من عملية التفجير
المزدوجة أثناء ماراتون بوسطن،. تُمثل هذه الحالة دعماً للنظام العلوي الذي لا
يتوقف عن إدانة تمرد يُسيطر عليه مجرمي تنظيم القاعدة، كما تُوجه ضربة جديدة
لسياسة واشنطن تجاه سورية، هذه السياسة المرتبكة في ترددها إزاء فكرة تسليح مقاومة
غير محددة بشكل جيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق