صحيفة الفيغارو
25 حزيران 2013 بقلم مراسلها الخاص في عمّان آلان بارليويه Alain
Barluet
أدت
الحرب في سورية إلى إضعاف الأردن الذي يستقبل نصف مليون لاجىء على الأقل، وتتحدث
بعض المصادر عن مليون لاجىء. إن الزيارة التي قام بها فرانسوا هولاند إلى الأردن
لمدة خمس ساعات في طريق عودته من قطر، تُشكل رسالة دعم قوية للملكة الهاشمية التي
تقف في الصفوف الأولى لمواجهة نزاع أصبح دولياً. إنها مؤشر سياسي يترافق مع مساعدة
مالية هامة، باعتبار أن الرئيس الفرنسي أعلن خلال حفل العشاء مع الملك الأردني عن
زيادة المساعدة إلى اللاجئين السوريين.
قدمت
باريس عام 2012 مساعدة مالية مباشرة إلى الأردن قدرها مئة مليون يورو، كما قامت
ببناء مستشفى ميداني في مخيم الزعتري. وأعلن الرئيس الفرنسي أثناء زيارته إلى
الأردن يوم الأحد 23 حزيران عن تقديم مبلغ مالي إضافي قدره خمسين مليون يورو
لمساعدة اللاجئين في شمال الأردن. كما يستفيد الأردن من قروض الوكالة الفرنسية
للتنمية البالغة نصف مليار يورو. من جهة أخرى،
سيتم تخصيص 35 مليون يورو لمساعدة اللاجئين السوريين في دول أخرى، ولاسيما
لبنان.
دعا
الرئيس الفرنسي في لقائه مع الملك الأردني إلى "التنسيق"
لمساعدة اللاجئين، لكي يستطيع الأردن استيعاب تدفق اللاجئين. عبّر الملك عبد الله
عن قلقه من وصول اللاجئين السوريين الذين يبحثون عن عمل في الأردن، واعتبرهم
فرانسوا هولاند بأنهم "معضلة"
قائلاً: "إذا استقبلنا اللاجئين بأفضل طريقة، فسوف تتسع هذه
الحركة لأن جزءاً من الشعب السوري الذي لم يتأثر بالحرب سيأتي أيضاً"،
وأشار إلى أنه سبب إضافي "لدعم السوريين في سورية"
عبر الدعم المالي والإنساني الذي تُقدمه فرنسا إلى بعض "المناطق
المحررة" من سيطرة دمشق.
رفض فرانسوا هولاند تحديد فيما إذا كانت فرنسا
تُقدّم دعماً عسكرياً في الأردن عبر تدريب مقاتلي المعارضة السورية، كما تفعل
الولايات المتحدة التي قررت الإبقاء على 700 جندي وصواريخ باتريوت بعد انتهاء
المناورات المشتركة مع الأردن الأسبوع الماضي. فيما يتعلق بإمكانية إرسال مستشارين
عسكريين فرنسيين لمساعدة المتمردين على الحدود السورية ـ الأردنية، أشار مصدر
دبلوماسي إلى أنه "يمكن اعتبار التدريب كمساعدة غير قاتلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق