صحيفة الفيغارو
15 حزيران 2013 بقلم بيير برييه Pierre Prier
الجنرال سليم إدريس هو الرجل الذي يُفترض به
توزيع الأسلحة الغربية على مقاتلي المعارضة، ولكن شكله لا يدل على أنه مُحارب. إنه
يشبه أستاذاً مع نظارته وشاربه الصغير وبطنه المدور. كان هذا الرجل الخمسيني
البشوش يُعلّم الإلكترونيات في الأكاديمية العسكرية في حلب، ثم انشق في شهر كانون
الثاني عام 2012. تم اختياره رئيساً للمجلس العسكري الأعلى في شهر كانون الأول
2012 من قبل حوالي 300 قائد ميداني. لقد عرف كيف يكسب احترام العديد من المقاتلين
لأنه يبقى فترة طويلة في سورية، بعكس إستراتيجيي غرف الفنادق التركية.
يحظى
سليم إدريس أيضاً بثقة الدول الغربية. تستخدمه الولايات المتحدة وفرنسا من أجل
السيطرة على الهبات العسكرية أو المعدات الطبية المرسلة إلى المتمردين. تنظر إليه
باريس وواشنطن حالياً على أنه "معتدل"
قادر على منع وصول شحنات الأسلحة المحتملة إلى أيدي المجموعات الجهادية العنيفة.
في
الحقيقة، ربما ساهم الغرب في صعود هذا الجنرال. أشار الدبلوماسي الفرنسي السابق
إينياس لوفرييه Ignace Loverrier في مدونته (Un œil sur la Syrie) إلى أنه من أجل مواجهة "القناة
الإسلامية"، قامت فرنسا بشكل خاص "بالعمل
على تسهيل تأسيس المجلس العسكري". إن الرجال
الميدانيين الذين انتخبوا إدريس كانوا ينتمون أيضاً إلى التيار "المعتدل".
لم
يرفض سليم إدريس جميع المجموعات المسلحة "الإسلامية". إنه يُدين
المجموعات الأكثر تطرفاً مثل جبهة النصرة التي أعلنت ولاءها إلى تنظيم القاعدة،
ويعترف بأنه حليف لرجال أحرار الشام، وهم تيار يتبنى الإيديولوجية الدينية. قال
سليم إدريس على محطة الصحف الأمريكية McClatchy: "عندما
يُعلن أحرار الشام أنهم سيطروا على إحدى المناطق، فإننا نقول بأنها تحت
سيطرتنا". هل سيكون هؤلاء المقاتلين جزءاً من الذين سيحصلون
على الأسلحة؟ اعتبر الباحث السياسي سلام كواكبي أن الجنرال قادر على السيطرة على
العمليات، وقال: "يبدو أنه أنشأ إطاراً يسمح بتوزيع الأسلحة
مُتجنباً وقوعها بأيدي المجموعات الراديكالية. ولكن لكي يكون فعالاً، يجب إعطاءه
وسائل فعلية. أي يجب أن توافق بقية الأطراف الإقليمية".
تنوي قطر والسعودية التأثير على الوضع، ويمكن أن
يؤدي ذلك إلى حصول تداخل. ما زال السعوديون يُفكّرون بوضع الجنرال المنشق مناف طلاس على رأس الجناح
العسكري للمعارضة. يقوم سليم إدريس بدوره في الوقت الحالي، ويُعطي مطالبه صبغة
دبلوماسية، بشكل يعكس العقيدة الفرنسية ـ الأمريكية بـ "إعادة
التوازن" بانتظار مؤتمر جنيف 2. قال الجنرال إدريس إلى نيويورك
تايمز مؤخراً: "إذا لم نحصل على الأسلحة والذخيرة القادرة
على تغيير المعطيات على الأرض، لن نذهب إلى جنيف".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق