صحيفة الليبراسيون
17 حزيران 2013 بقلم جان بيير
بيران Jean-Pierre Perrin ومارك سيمو Marc Semo
سيواجه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني سلسلة
من الملفات العاجلة والمؤثرة على مستقبل إيران اعتباراً من بداية رئاسته الفعلية
في شهر آب:
1 ـ الملف النووي والعقوبات: كان حسن
روحاني المفاوض الإيراني في الملف النووي، وساهم في تأجيل برنامج تخصيب اليورانيوم
بين عامي 2003 و2005. ولكن استئناف تركيب أجهزة الطرد المركزية بعد انتصار محمود
أحمدي نجاد، أجبره على التخلّي عن منصبه. إذاً، سيستفيد الرئيس الإيراني الجديد من
نظرة إيجابية مسبقة من قبل الدول الغربية. ولكن هامش المناورة المتاح أمامه يبقى
ضيقاً. صرّح الباحث في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز Ali
Vaez إلى وكالة
الأنباء الفرنسية AFP أن الرئيس الإيراني الجديد "لا
يستطيع تغيير محور الإستراتيجية العسكرية الإيرانية التي يُحددها المرشد الأعلى،
ولكن بإمكانه تغيير اللهجة والفريق المفاوض". كما يمكنه
أن يكون رجل المفاوضات المباشرة مع واشنطن، فلم يتردد حسن روحاني عن التأكيد خلال
الحملة الانتخابية بأنه باعتبار أن مجموعة الستة تخضع للضغوط الأمريكية، فمن
الأفضل التفاوض مباشرة مع الأمريكيين.
2 ـ العلاقة
مع إسرائيل: أكد حسن روحاني عدة مرات خلال الحملة الانتخابية
قائلاً: "نحن لا نريد أن نكون أعداء لأحد".
إنها جملة موجهة أيضاً إلى إسرائيل، وتختلف عن خطابات سلفه الذي كان يريد استئصال "هذا
السرطان" من خارطة العالم. ولكن إسرائيل ما زالت تشعر بحذر
شديد من الرئيس الإيراني الجديد، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
المجتمع الدولي إلى متابعة الضغوط قائلاً: "سنحكم
على إيران من خلال أفعالها. إذا تابعت تطوير برنامجها النووي، فإن الجواب يجب أن
يكون واضحاً: يجب إيقاف هذا البرنامج بجميع الوسائل اللازمة".
اعتبر العديد من المحللين الإسرائيليين أن اعتبار الرئيس الإيراني بأنه معتدل
سيُعقد المعطيات، وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت ساخرة: "ماذا
سنفعل بدون فزاعة أحمدي نجاد "هتلر الفرس"؟ يجب علينا إما العودة إلى
الواقع، أو العثور على شيطان جديد".
3 ـ الحرب في
سورية: يعتبر النظام الإيراني أن سورية هي مسألة وجودية بالنسبة
له. إن الحرب الدائرة في سورية هي من اختصاص مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، وقوة
القدس التابعة لحرس الثورة الإيراني والمكلفة بالأعمال الخارجية. يترأس قوة القدس
قاسم سليماني، وهو أحد المتشددين ومن المقربين من محمد باقر قاليباف. إذاً، سيكون
من الصعب على حسن روحاني فرض وجهة نظره في هذا الملف الذي يزداد الانخراط الإيراني
فيه أكثر فأكثر مالياً وعسكرياً. قال أحد مستشاري الرئيس الإيراني السابق
رفسنجاني: "إن حسن روحاني لا يحب نظام بشار بالتأكيد، ولا
يُحب المتطرفين في التمرد. إنه معتدل بكل شيء". ولكن من
الصعب أن تنسحب إيران من هذا النزاع، لأنه في حال انتصار التمرد، فإن السعودية
ستحصل على ممر لأنابيبها النفطية باتجاه تركيا، الأمر الذي سيُقلل كثيراً من أهمية
مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره النفط السعودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق