صحيفة الليبراسيون
13 حزيران 2013 بقلم مراسلها في بيروت توما أبغرال Thomas
Abgrall
تم
دفن علي مبارك وإبراهيم زين الدين قبل عشرة أيام في مقبرة قرية الحراك الشيعية
بالقرب من زحلة، ورافق الدفن إطلاق وابل
من الرصاص. لم ينته بناء قبرهما الرخامي حتى الآن، وبدلاً عنه هناك مجموعة من
الأحجار على شكل دائرة عليها قرآن ذهبي بالإضافة إلى صورتي "الشهيدين"
الذين قُتِلا أثناء حصار القصير. كان علي مبارك "الحاج علي" (43 عاماً)
أكثر خبرة من زميله، وكان يعمل في إحدى وحدات حزب الله المُكلفة بنزع الألغام،
وشارك في الحرب بين لبنان وإسرائيل عام
2006. أصيب برصاصة قناص في رأسه في الأسبوع الأول لمعركة القصير.
انضم إبراهيم زين الدين (19 عاماً) إلى حزب الله
عندما كان عمره 14 عاماً. كما هو الحال
بالنسبة لأغلب المقاتلين في القصير، انضم إيراهيم زين الدين إلى القوات الخاصة
التي تعمل على الأرض بشكل أساسي. قال أحد
جنود حزب الله (جهاد) بعد عودته من الجبهة السورية: "تتراوح
أعمار المقاتلين في القوات الخاصة بين 18 و28 عاماً لكي تكون قدرتهم على التحرك
عالية". أشار مصدر مُقرّب من الحزب الشيعي إلى مقتل 137
مقاتلاً من حزب الله أثناء عملية الاستيلاء على منطقة القصير التي بدأت منذ شهر
نيسان بالسيطرة على القرى القريبة من الحدود اللبنانية. لم يتمكن الحزب من استعادة
جثتين إحداهما للضابط حسين حبيب.
قال
(جهاد) الذي يتحدر من سهل البقاع: "نحن نعرف كل شبر في أراضي
جنوب لبنان. كنّا في أرض مجهولة في سورية، واضطررنا إلى استخدام الخرائط. تقدمنا
في الليل منزلاً بعد الآخر عبر مجموعات صغيرة تتكون من أربعة أشخاص لكل مجموعة، تحت
غطاء نيران المدفعية السورية. قُتِل أغلب المقاتلين بنيران القناصة، وكانت بعض المناطق
مُفخخة بشكل كامل. قام الأعداء بحفر الأنفاق تحت المنازل، وتعلموا أساليب حماس".
حاول مقاتلو حزب الله دخول مركز القصير في أول يومين، ولكنهم وقعوا ضحية الكمائن.
أشار (جهاد) إلى أن الحصيلة كانت 34 قتيلاً. اعتمدت الإستراتيجية بعد ذلك على
محاصرة مركز القصير من الجنوب والغرب لقطع الإمدادات عن المتمردين. تم تضييق
الخناق شيئاً فشيئاً على مركز المدينة التي سقطت في النهاية بأيدي الجيش السوري
وحزب الله.
قال
(جهاد): "هرب الكثير من المقاتلين الأعداء بعد أن فاوضوا
على فتح ممر للمدنيين الذين كانوا في القصير. جرت المفاوضات عبر وسيط من حركة أمل.
كما فاوضت بعض الكتائب الأكثر أهمية مثل كتيبة الفاروق بشكل سري على
استسلامها". أشار أحد
الصحفيين اللبنانيين إلى هذه الحادثة بالتفصيل. تراجع المتمردون السوريون إلى
مطارالضبعة، ثم إلى القرى التي يُعالج فيها المدنيون في شمال القصير.
أكد
(أبو عرفان) الناطق الرسمي باسم جبهة حمص التي تضم عشرات الكتائب من الجيش السوري
الحر قائلاً: "استخدم الجيش السوري إستراتيجية الأرض
المحروقة، ودمّر كل شيء في طريقه. لم يكن لدينا خطة للإنسحاب، وساد الرعب، وتُرك
أكثر من ألف جريح على الطريق المؤدية إلى لبنان. أصبحت جميع المواقع في منطقة حمص
مهددة بعد سقوط القصير". بالنسبة للمقاتلين والمدنيين الذين
نجحوا في الهرب، لقد لجأ معظمهم إلى يبرود ومنطقة القلمون. ثم تم نقل عشرات الجرحى
إلى لبنان في عطلة نهاية الأسبوع عبر قرية عرسال.
ما
زال المتمردون يُسيطرون على حي الخالدية في حمص ومدينتي تلبيسة والرستن. يبدو أن
الهجوم المضاد الذي بدأه الجيش السوري وحزب الله لن يتوقف، وقال المقاتل (جهاد): "لن
يترك حزب الله سورية حتى يتم تطهيرها بشكل كامل. لم يعد بإمكاننا العودة إلى
الوراء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق