صحيفة الفيغارو
5 حزيران 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
اقترح
لوران فابيوس إدراج الجناح العسكري لحزب الله على اللائحة الأوروبية للمجموعات
الإرهابية بسبب دعمها الواضح أكثر فأكثر للنظام السوري. يرتكز اقتراح وزير الخارجية
الفرنسي على عوامل أخرى تُظهر تورّط حزب الله في عملية التفجير التي وقعت في
بلغاريا عام 2012، وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص منهم خمسة سائحين إسرائيليين.
ترددت باريس كثيراً قبل القيام بهذه الخطوة.
هناك عواقب خطيرة لهذا القرار الذي قد يزيد خطر وقوع رد إرهابي ضد المصالح
الفرنسية في لبنان. إنه خطر على 900 جندي فرنسي منتشرين في جنوب لبنان ضمن قوات
اليونيفيل التي تعرضت إلى عمليتي تفجير عام 2011، ولكن لم ينجم عنهما إلا بعض
الجروح البسيطة. لا يمكن القيام بأي شيء في جنوب لبنان بدون موافقة حزب الله الذي
يُسيطر على هذه المنطقة. أشار خبير في الأمم المتحدة إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق
ضمني بين اليونيفيل وحزب الله خلال السنوات الأخيرة، وقال: "تتغاضى
اليونيفيل عمّا يفعله حزب الله في شمال منطقة انتشار القبعات الزرق، ويقوم حزب
الله بتهدئة نشاطاته السرية ضد إسرائيل في جنوب لبنان".
سينتهي
هذا الاتفاق اعتباراً من اللحظة التي يُصبح فيها عناصر الميليشيات الشيعية "إرهابيين".
النتيجة: يجب على القبعات الزرق تنفيذ مهمتهم حرفياً كما وردت في قرار الأمم
المتحدة رقم 1701 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. ولكن هذا
القرار يفرض بذل جميع الجهود لمنع أي عمل عدائي انطلاقاً من جنوب لبنان. باختصار،
يخشى مسؤول عسكري فرنسي "من خطر المواجهة في كل لحظة.
سندخل في سلسلة من التداعيات الخطيرة"، إلا إذا تم
التغاضي عن بعض تحركات حزب الله، كما تفعل حالياً بعض وحدات اليونيفيل على أمل
الحصول على الهدوء. وقال الخبير الأممي: "يمكن
التفكير بأن بعض الدول ستغتنم تدهور الوضع بين إسرائيل وحزب الله للانسحاب من جنوب
لبنان، مع العلم بأننا لن نكون عندها في سياق الحفظ على السلام".
تفاجأ العسكريون الفرنسيون بتصريحات لوران
فابيوس، وقال لنا ضابط كبير في هيئة الأركان مُتذمراً: "علمنا
بذلك عبر وسائل الإعلام. نحن ندفع بالرجال على الأرض، وليس مثل الدبلوماسيين".
ولكن الجنود الفرنسيين ليسوا الهدف الوحيد للرد المحتمل. تخشى فرنسا على مصالحها
في لبنان منذ إقتراح فرانسوا هولاند بتسليح المتمردين السوريين. يحظى السفير
الفرنسي في بيروت باتريس باولي بأفضل حماية في العالم، ولكن ذلك لم يمنعه من البحث
عن مكان ثاني للإقامة في منطقة أقل تعرضاً من مكان إقامته الحالي في المنطقة
الإسلامية ببيروت.
يُضاف إلى ذلك بعض المخاوف المتعلقة بالإرهابي
جورج إبراهيم عبد الله الذي ترفض فرنسا الإفراج عنه بعد سجنه لمدة 28 عاماً بسبب
اتهامه باغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي في باريس عام 1982. يقوم الكثير من
أصدقائه في بيروت، ولاسيما داخل حزب الله، بالتظاهر بشكل منتظم أمام السفارة
الفرنسية للمطالبة بتسليمه إلى بيروت. وكُتِبت أحياناً شعارات معادية لفرنسا على
جدران السفارة.
هل
هي من قبيل المصادفة أن يقوم مدير إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرانسوا
جيرو Jean-François Girault بزيارة طهران مؤخراً، للمرة الأولى منذ أربع سنوات؟ تحدث المسؤول
الفرنسي مع مُحاوريه الإيرانيين عن سورية والمؤتمر الدولي الذي يسعى الأمريكيون
والروس إلى تنظيمه. كما تطرق إلى التشدد الفرنسي تجاه حزب الله، مؤكداً على إدراج
الجناح العسكري فقط لحزب الله على لائحة
المنظمات الإرهابية، وليس إدارته السياسية التي يتواصل معها الدبلوماسيون
الفرنسيون في بيروت. إن إحدى الدلائل على الحيرة المتزايدة في باريس هو أنها
تُفكّر بإدراج "الجهاز الخارجي"
لحزب الله ـ أي الجناح المُسلّح خارج لبنان الذي ارتكب عملية التفجير في بلغاريا ـ
وليس الجناح العسكري الذي "يُقاوم"
إسرائيل. كل ذلك من أجل أن تكون الردود الانتقامية لحزب الله وحلفائه محدودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق