صحيفة اللوموند
15 حزيران 2013 بقلم إيف ميشيل ريولز Yves-Michel
Riols
أكد
سقوط مدينة القصير الإستراتيجية على الدور الكبير الذي تلعبه طهران إلى جانب دمشق.
أثار هذا الدور مخاوف الدول الغربية على استقرار المنطقة بسبب سيطرة طهران على هذا
البلد المحوري في الشرق الأوسط. لقد أظهر سقوط القصير بشكل واضح هيمنة طهران على
نظام بشار الأسد، وأشار أحد الخبراء إلى أن أجهزة الاستخبارات السورية أصبحت تحت
سيطرة المستشارين الإيرانيين.
أشارت النيويورك تايمز بتاريخ 13 حزيران إلى أن
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاول إيقاف وصول الأسلحة الإيرانية إلى دمشق،
عندما طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في شهر آذار تشديد الرقابة على
الطائرات الإيرانية التي تمر عبر العراق.
تشعر
الدول الغربية وإسرائيل وجيران سورية السنة بالقلق من الدور المتزايد الذي تقوم به
إيران للإبقاء على نظام بشار الأسد والحفاظ على نفوذها. كما لم تتوقف السعودية
ودول الخليج والأردن عن تحذير واشنطن خلال الأيام الأخيرة، ودعوا الأمريكيين إلى
المزيد من الانخراط في النزاع السوري.
تجاه
هذا التصعيد، تزايدت الاتصالات بين واشنطن ولندن وباريس وأنقرة والرياض خلال
الأيام الأخيرة من أجل تجنب سحق المعارضة. إن مثل هذه الهزيمة ستقضي على الجهود
المبذولة من أجل دفع الطرفين إلى التفاوض على حل سياسي أثناء المؤتمر الدولي الذي
كان مرتقباً في شهر تموز، ولكنه انعقاده أصبح مهدداً. لن يكون لهذه المفاوضات أي
معنى في حال سحق المعارضة.
قال
أحد الدبلوماسيين الفرنسيين صباح يوم الجمعة 14 حزيران: "إن
الوضع العسكري هو الذي يُملي الآن الخطوات الدبلوماسية".
لا شك أن مستقبل "جنيف 2" سيتحدد أثناء قمة الثمانية في إيرلندا يومي 17
و18 حزيران. سيسعى باراك أوباما ونظراؤه الأوروبيون إلى إقناع فلاديمير بوتين
بالتأثير عى النظام السوري. لا يميل الرئيس الروسي حتى الآن إلى التخلي عن حليفه
الوحيد في الشرق الأوسط. إن مستقبل سورية يمر عبر روسيا أكثر من أي وقت مضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق