صحيفة الفيغاور
22 حزيران 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges
Malbrunot
يقوم
الأمير القطري بإعداد ولي العهد تميم (32 عاماً) منذ عدة سنوات من خلال تكليفه
بالملفات الإستراتيجية في الرياضة والأمن. ولكن عملية نقل السلطة في الدوحة تسارعت
لعدة أسباب شخصية وسياسية، وهناك حديث عن نقل وشيك للسلطة قبل شهر رمضان الذي يبدأ
بتاريخ 9 تموز أو حتى في الأسبوع القادم.
هناك
سيناريوهان محتملان: الأول هو رحيل الأمير ورئيس وزرائه حمد بن جاسم في الوقت
نفسه. الثاني هو رحيل رئيس الوزراء فقط في المرحلة الأولى، واستبداله بتميم، وأن
يبقى الأمير عدة أشهر أخرى في السلطة. هناك أمر مؤكد هو رحيل حمد بن جاسم، إنها
ثورة صغيرة في قطر وخارجها، باعتبار أن نفوذه يتجاوز حدود الإمارة. قال أحد رجال
الأعمال الفرنسيين الذين يعرفونه منذ ثلاثين عاماً: "إنه
يملك جميع الاتصالات الدولية، ويعرف معظم أسرار الصفقات الصناعية بين قطر
والخارج". ولكن غطرسته تجاه نظرائه العرب وانعدام ذمته في
الصفقات التجارية، جعله عرضة للعداوات داخل العائلة المالكة وفي الخارج. ولكن يجب
على الأمير أن يضمن لحمد بن جاسم مخرجاً مشرفاً، ووضعه على سبيل المثال على رأس
صندوق الاستثمار القطري في الخارج، وذلك على الرغم من العلاقات السيئة بين حمد بن
جاسم من جهة و تميم ووالدته الشيخة موزة من جهة أخرى.
يبدو أن تسريع نقل السلطة هو بسبب المشاكل
الصحية للأمير (63 عاماً) الذي يُعاني من مرض السكر، وانخفض وزنه أربعين
كيلوغراماً خلال عام واحد. يُفضل الشيخ حمد التخلي عن السلطة في حياته من أجل
إدارة الخلافات التي ستبرز داخل العائلة المالكة. لقد جازفت قطر في ليبيا وسورية
منذ سنتين، وربما لعب ذلك دوراً في نقل السلطة. قال أحد أصدقاء العائلة المالكة: "إنهم
مدركون بأنه يجب تقليل مستوى النزعة التدخلية في الخارج".
إن سياسة قطر الهجومية في ليبيا وسورية، تسببت لها ببعض المتاعب مع أعدائها في
سورية وإيران، بالإضافة إلى المتاعب مع أصدقائها الجدد في تونس وليبيا ومصر. أدرك
الأمير ولي العهد تميم مخاطر هذه السياسة الهجومية، وربما سيكون من أنصار "تهدئة
اللعبة" لكي يتجنب الصدمات عند استلامه للسلطة. إنها مؤشر
على الحذر الأولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق