صحيفة اللوموند
1 حزيران 2013 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe
يُبالغ
الإئتلاف الوطني السوري في مطالبه. تحاول القاعدة الأساسية للمعارضة مقايضة
مشاركتها في مؤتمر السلام بأعلى ثمن ممكن، كما هو الحال بالنسبة لنظام الأسد الذي
يقول أنه مستعد للتفاوض، ولكنه ضاعف هجماته على الأرض. أعلن رئيس الإئتلاف الموقت
جورج صبرا يوم الخميس 30 أيار أنه سيقاطع هذه المبادرة ما دامت "ميليشيات"
إيران وحزب الله تقاتل إلى جانب النظام. أصدر الإئتلاف الوطني السوري مساء يوم الأربعاء
29 أيار بياناً يؤكد فيه إرادته المطلقة على اعتبار رحيل الرئيس السوري بشار الأسد
هو المخرج الوحيد الممكن للتفاوض، ولكنه امتنع عن إعلان موقفه حول احتمال مشاركة
ممثليه في المفاوضات مع مبعوثي دمشق.
يعتبر المحللون أن موقف الإئتلاف الرافض هو أقرب
إلى الترقب، أو حتى المناورة التكتيكية، من كونه رفضاً كاملاً للمشاركة في جنيف 2.
لا شك أن هذا الموقف سيُغير الجدول الزمني الروسي ـ الأمريكي، ومن المحتمل أن يؤدي
إلى تأجيل المؤتمر إلى نهاية حزيران أو حتى إلى شهر تموز. ولكن هذا الموقف لن يوقف
جهود الدولتين العظميين اللتين تُعدّان لاجتماع عمل جديد حول هذا الموضوع في جنيف
بتاريخ 5 حزيران بمشاركة وسيط الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي.
اعتبر الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر
هارلنغ Peter Harling أن موقف الولايات المتحدة وروسيا في هذه الأزمة "غير
متوازن"، وأنه يساهم في
الريبة التي تُبديها المعارضة تجاه جنيف 2، وقال: "يريد
الروس الاستفادة من المؤتمر من أجل خدمة مصالح النظام، في حين ينوي الأمريكيون
استغلاله من أجل التنصّل من هذه الأزمة. إنهم منخرطون في عملية دبلوماسية من أجل
الانسحاب من النزاع بأفضل شكل. إن هذا الإنعدام في التوازن بين القوتين العظميين
يُمثل إشكالية هامة عندما يجب تنظيم اجتماع تحت رعايتهما".
من
الممكن أن يتغير الموقف الذي عبّر عنه جورج صبرا باعتبار أن الإئتلاف الوطني
السوري يمر في مرحلة إعادة هيكلته. تم تأجيل انتخاب رئيس الإئتلاف إلى منتصف شهر
حزيران، وأعلن الإئتلاف رسمياً مساء يوم الخميس 30 أيار عن توسيع عدد أعضائه
بإضافة حوالي أربعين شخصية أخرى إلى أعضائه الحاليين البالغ عددهم 63 عضواً، وذلك
بعد نزاعات داخلية طويلة بسبب الخلافات الشخصية والتدخلات القطرية والسعودية
للسيطرة على الإئتلاف. لقد حصل التيار "الليبرالي"
بقيادة ميشيل كيلو، المدعوم من الدول الغربية الراغبة بتخفيف نفوذ الإسلاميين، على 14 مقعداً من أصل 25 كان يأمل
الحصول عليها. كما وافق الإئتلاف الوطني السوري على مبدأ دمج 14 ممثلاً عن
المعارضة الداخلية و15 آخرين من الشخصيات التابعة للجيش السوري الحر.
سيعزز هؤلاء الأعضاء الجدد قاعدة الإئتلاف
الوطني السوري، وستسمح له بالتأثير بشكل أكبر على الأعمال التحضيرية لجنيف 2. يبقى
معرفة توجهات الأعضاء الجدد. تفرض مجموعة ميشيل كيلو بعض الشروط على أية مشاركة،
على الرغم من أنها تبدو مُنفتحة على فكرة التفاوض مع ممثلين عن النظام وأعضاء
إعلان دمشق وحزب الشعب الديموقراطي (التيار "الليبرالي"
الآخر في الإئتلاف الوطني السوري).
إن
انعقاد أو عدم انعقاد جنيف 2 يعتمد إلى حد كبير على قدرة روسيا بالحصول على بعض
التنازلات من بشار الأسد. ولكن يبدو أن روسيا غير مستعدة حتى الآن لممارسة ضغوط
حقيقية على سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق