افتتاحية صحيفة الفيغارو 31 آب 2013 بقلم
بيير روسلان Pierre
Rousselin
لا
يجب على فرنسا التدخل في سورية. لا من أجل "معاقبة" نظام بشار
الأسد، ولا من أجل تجنب أن تقوم الولايات المتحدة بذلك لوحدها. بالتأكيد، إن
المجزرة المرتكبة في دمشق يوم الأربعاء 21 آب تدفع للغضب وتستدعي الرد. إن اللجوء
إلى السلاح الكيميائي غير مقبول، ومن غير المعقول "عدم القيام بأي
شيء".
يجب
أن يفكر الأكثر تصميماً على توجيه الضربة بالامتناع البريطاني بعد النقاش البرلماني
الحاد الذي نتمنى رؤيته عندنا. إن الأسئلة المطروحة في لندن هي نفسها في باريس.
الأجوبة غامضة أيضاً. هل تم استنفاذ اللجوء إلى الوسائل القانونية الدولية؟ هل
نعرف ما هي سلسلة الردود المتتالية الناجمة عن تدخل من المفترض أن يكون "مناسباً"؟
يقول
لنا فرانسوا هولاند أنه يجب "معاقبة" النظام. لماذا انتظر سقوط
أكثر من مئة ألف ضحية؟ لأن الأمر يتعلق هذه المرة بالأسلحة الكيميائية. ولكن كيف
يمكن القضاء على جميع هذه الأسلحة التي تمتلكها دمشق؟ يجيبوننا أن الضربات سيكون
لها تأثير "رادع". هل نحن متأكدون حقاً من ذلك؟ إذا كان الأسد قد
استخدم هذه الترسانة سابقاً، فلماذا لا يفعل ذلك مرة أخرى في مواجهة اعتداء خارجي؟
نلاحظ هنا أن الحجة القائمة على "مسؤولية حماية" المدنيين لا
تصمد أمام التحليل.
لا
يجب استخدام الضربات كوسيلة للثأر من
الإهانة التي تلقتها واشنطن وباريس بسبب "الخط الأحمر" الذي تم
تحديده بشكل متهور قبل عام. سيكون ذك سقوطاً في فخ الأسد الذي سيستفيد من الضربات
لكي يدفع خصومه لارتكاب الأخطاء. إن حماية السكان المدنيين ومعاقبة المعتدي أمران
مختلفان جداً. الانتقام هو أسوأ نصيحة.
في
مالي، كانت هناك مصالح إستراتيجية فرنسية يجب الدفاع عنها عبر الوقوف في وجه الإرهاب
الإسلامي. أولئك الذين كانوا يتهمون ساركوزي بالانقياد الأعمى للأمريكيين، إنهم
يحذون حذوه من أجل الدخول في رهانات الجهاديين الذين نقاتلهم في أفريقيا. إن
الجواب الحقيقي لمجزرة يوم الأربعاء 21 آب يجب أن يكون بإضافة القليل من الانسجام
إلى سياستنا تجاه سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق