صحيفة الليبراسيون 9 آب 2013
هل
تعرض موكب الرئيس السوري بشار الأسد إلى إطلاق قذائف صاروخية أثناء توجهه صباح
البارحة 8 آب إلى جامع أنس بن مالك، وذلك كما أكدت قناة العربية والمعارضة؟ تبنت
مجموعتان متمردتان هما: لواء الإسلام ولواء تحرير الشام مسؤولية الهجوم، وأعلنتا
ذلك على الفيسبوك. أكدت المجموعة الثانية أنها أطلقت "17 قذيفة هاون من
عيار 120 ملم"، وأنها "أصابت الموكب". أكد المرصد
السوري لحقوق الإنسان أن هذه القذائف ربما سقطت على حي المالكي التي توجد فيه شقة
ومكاتب الرئيس الأسد.
نفى
وزير الإعلام عمران الزعبي هذه التأكيدات في مداخلة تلفزيونية، واعتبر هذه
المعلومات بأنها "نكتة" وليست إلا "أحلام وأوهام بعض
وسائل الإعلام والحكومات التي تقف وراءها"، وأضاف بعض التفاصيل قائلاً: "وصل
الرئيس إلى الجامع وهو يقود سيارته بنفسه، وشارك في الصلاة، وحيّا الجميع كما يفعل
في كل مرة يلتقي فيها بالناس". كان التلفزيون الحكومي قد بث صباح البارحة
8 آب صور بشار الأسد وهو يصلي في جامع أنس بن مالك إلى جانب بقية المسؤولين. ظهر
الرئيس السوري مطمئناً ومبتسماً خلال مراسيم صلاة عيد الفطر.
ذهب
رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إلى جنوب سورية البارحة 8 آب رداً على
هذا الظهور الإعلامي النادر للرئيس السوري، ولكي يُظهر أن التمرد ليس في وضع صعب
كما تقول السلطة. قال أحد مسؤولي هذه المنظمة: "شارك عاصي الجربا في صلاة
العيد بريف درعا"، ثم قام بزيارة بعض المدارس التي تحولت إلى مأوى
للاجئين. قال الجربا إلى مجموعة من النساء: "إنه وقت صعب، ولكنه
سيمر".
إنها
المرة الأولى التي تشير فيها المعارضة إلى هجوم في دمشق يستهدف الرئيس منذ بداية
النزاع في شهر آذار 2011. تأتي أهمية هذا الخبر في الوقت الذي واجهت فيه المعارضة
سلسلة من الهزائم في مواجهة قوات بشار الأسد. إن من مصلحة الرئيس السوري أن ينفي
إمتلاك المتمردين القوة الكافية للقيام بمثل هذا الهجوم، وذلك بعد أن أكد يوم
الأحد تصميمه على سحق التمرد "بيد من حديد".
أشار
المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن النزاع السوري أدى إلى مقتل 4420 شخصاً خلال
شهر رمضان، ولا يبدو أن النزاع وصل إلى نهايته. أشارت الأمم المتحدة إلى أن
الحصيلة الاجمالية للمواجهات منذ سنتين تجاوزت مئة ألف قتيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق