صحيفة اللوموند
23 آب 2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad
هل القصف الواسع بالسلاح الكيميائي للضواحي
القريبة من دمشق هو اعتراف بالضعف، أم على العكس، هو دليل على قوة النظام السوري؟
حققت دمشق بعض النجاحات النسبية تجاه تمرد غير منظم ولكن متواجد في كل مكان، وذلك
بعد أن بدأت منذ فصل الربيع عملية واسعة لاستعادة السيطرة بدعم كبير من حلفائها في
حرس الثورة الإيراني وحزب الله اللبناني وبعض عناصر الميليشيات الشيعة العراقيين
واليمنيين.
استعاد الجيش السوري مدينة القصير الإستراتيجية
في شهر حزيران بعد معارك عنيفة، وأكد سيطرته على حمص بعد تدميره حي الخالدية المتمرد. بالمقابل، لم
يتقدم النظام في حلب، وما زال شمال وشرق البلد تحت سيطرة فصائل مختلفة من المعارضة
على الرغم من انقساماتها الداخلية الخطيرة بين العلمانيين والجهاديين أو بين
الأكراد والأصوليين. يحصل التمرد على أسلحة متطورة أكثر فأكثر من السعودية، وحقق
تقدماً في الجنوب بالقرب من درعا.
أوقف الجيش السوري تقدم المتمردين في دمشق على
حساب تدمير أحياء وقرى بكاملها في الضواحي الواقعة تحت سيطرة المعارضة. يبدو أن
النظام يُسيطر على دمشق بقوة، وذلك بعكس ما حصل صيف عام 2012 عندما بدا آنذاك أن
المعارضة قادرة على القيام بعمليات داخل الأحياء المركزية في العاصمة وإغلاق
المطار الدولي. ولكن حالما يخفف النظام ضغطه، يستأنف المقاتلون المتمردون تسللهم
من الشرق بشكل أساسي أي من الغوطة، ومن الغرب أيضاً في داريا التي ما زالت مركزاً
للتمرد على الرغم من سنة كاملة من الهجوم والمجازر.
دفع
هذا التهديد الدائم بالنظام إلى اللجوء لأسلحة الدمار الشامل لفرض حالة من الذهول
لدى السكان، وإفراغ المناطق التي يسيطر عليها المتمردون من سكانها بشكل كامل. إذا
بقي هجوم الأربعاء 21 آب في دمشق بدون تأثير على المجتمع الدولي، من الممكن أن
يلجأ النظام السوري إلى هذا النوع من الهجمات لاستعادة بعض المواقع التي تبدو
اليوم خارج نطاق إمكانياته. هذا هو الوضع في حلب التي دخلها المتمردون في شهر تموز
2012، ويسيطرون اليوم على ثلثي المدينة. يسيطر المتمردون على مدينة الرقة وبشكل
أقل على مدينتي دير الزور والحسكة. يقصفهم الجيش السوري بالطائرات والمدافع
الثقيلة، وليس لديه ما يكفي من الرجال لاستعادتها. من الممكن أن تتغير موازين
القوى فقط عن طريق هجمات كيميائية واسعة شبيهة بمجزرة حلبجة في كردستان العراق عام
1988 (4000 قتيل).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق