صحيفة الليبراسيون 28 آب 2013 بقلم جان
بيير بيران Jean-Pierre
Perrin
تتزايد المؤشرات التي تنذر بضربات عسكرية
أمريكية ضد نظام بشار الأسد وقواته المسلحة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في
الأسواق المالية للممالك النفطية بالخليج الفارسي (انخفض 7 % بالنسبة لبورصة دبي).
بالمقابل، ارتفع سعر النفط خوفاً من أن يؤدي التدخل الدولي إلى زعزعة استقرار
المنطقة الغنية بالنفط.
هل
العملية ضد النظام السوري أصبحت وشيكة؟ أصبح الجيش
الأمريكي مستعداً للحرب: بدأت الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن C-130 منذ 62 ساعة
بالوصول إلى القاعدة البريطانية Akrotiri في قبرص التي تقع على مسافة 150 كم من الشواطىء السورية. في الوقت
نفسه، يتابع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مشاوراته العديدة، وإلتقى مع حوالي
ثلاثين وزيراً للخارجية من أجل تقديم "رد مناسب" للهجوم
الكيميائي في سورية يوم الأربعاء 21 آب. أشار مصدر أمريكي إلى أن الهجوم يمكن أن
يبدأ حالما يحصل رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون على موافقة البرلمان الذي
سيُصوت غداً الخميس 29 آب. ولكن من المفترض ألا يبدأ الهجوم قبل رحيل بعثة مفتشي
الأمم المتحدة من سورية، وربما قبل ترحيل موظفي الوكالات الدولية.
ما
هي الخطة العسكرية التي اعتمدتها واشنطن؟ يجري تحضير
هذه الخطة حالياً، ولاسيما في عمّان التي اجتمع فيها قادة أركان عدة دول غربية
وعربية البارحة 27 آب، وسيستمر اجتماعهم يومين لدراسة مختلف الاحتمالات. كانت هناك
ثلاثة احتمالات في البداية: الأول هو تسليح التمرد بمعدات نوعية (صواريخ مضادة
للطائرات والدبابات)، ولكن لا يمكن اعتماد مثل هذا الحل بسبب وجود أخطار كبيرة
بسقوطها بأيدي المجموعات الإسلامية الراديكالية التي انضم بعضها إلى الجيش السوري
الحر. الاحتمال الثاني هو إقامة منطقة حظر جوي لحماية السكان فيها. تتلهف تركيا
لهذا البديل، ولكن هيئة الأركان الأمريكية رفضته لأنه معقد ومكلف جداً ويحتاج إلى
استخدام مئات الطائرات. الاحتمال الثالث هو توجيه ضربات جوية عبر صواريخ بعيدة
المدى. يبدو أنه تم اعتماد الحل الأخير. من المفترض أن يكون القصف محدوداً وقصير
المدة ويستهدف بشكل خاص الرئاسة السورية ووزارات الدفاع والداخلية وأجهزة
الاستخبارات السرية المخيفة والقيادات العامة للفرقتين المدرعتين الثالثة
والرابعة...
ماذا
تريد الدول المنخرطة في العملية؟ إنها لا تنوي إسقاط النظام أو
معاقبته على القمع الوحشي الذي قام به خلال عامين ونصف، بل تريد معاقبته بسبب
استخدامه للغازات السامة وردعه عن استخدامها مرة أخرى.
هو
هناك خطر حرب إقليمية؟ يعتمد كل شيء على مدى اتساع حجم
الضربة. إذا استهدف الهجوم إسقاط النظام، فإن سورية ستحشد حلفائها للسعي إلى
افتعال حرب إقليمية. إذا كان المقصود توجيه صفعة للمعاقبة، وهذه هي الفرضية الأكثر
احتمالاً، فإن بشار الأسد لن يتحرك بالتأكيد. لقد حذر واشنطن، ولكن بدون التهديد
بالرد. بالمقابل، لا يمكن استبعاد أن يسعى إلى قصف الأردن الضعيف الذي تتواجد فيه
حالياً القيادة العامة للعملية العسكرية، ويُشكل الأردن الحلقة الضعيفة في
التحالف.
ماذا
سيفعل حلفاء دمشق: إيران وروسيا وحزب الله؟ أرسلت الدول
الأنغلوساكسونية السلطان قابوس في عُمان إلى طهران من أجل تهدئتها، كما أرسلت
الأمين العام المساعد في الأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. من المحتمل
أن تقتصر ردة الفعل الإيرانية على التصريحات ما دام بقاء النظام السوري غير مهدد.
بالنسبة
لحزب الله، فقد هدد مسؤول في الحزب دون الكشف عن اسمه، وقال إلى صحيفة الأنباء
الكويتية: "إن المجتمع الدولي مع هذه الضربات سيدعم تنظيم القاعدة ويساعده
على الانتصار ضد النظام السوري وما يمثله وضد لبنان. وهذا ما لن تسمح به إيران
وحزب الله إطلاقاً، حتى ولو أدى ذلك إلى افتعال حرب إقليمية تقلب الطاولة على رؤوس
جميع الأطراف". ولكن لا نرى كيف سيفتح حزب الله جبهة ثانية مع إسرائيل في
الوقت الذي ينخرط به في سورية، الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج كارثية بالنسبة للحزب.
ربما يُخاطر حزب الله بهجوم رمزي عبر إطلاق عدة صواريخ انطلاقاً من جنوب لبنان.
فيما يتعلق بروسيا، استبعدت يوم الاثنين 26
آب عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف "الدخول في الحرب ضد أي طرف كان".
هل هو موقف ضعف؟ أم أن روسيا وإيران يراهنان على فشل أمريكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق