افتتاحية صحيفة الليبراسيون 16 آب 2013
بقلم فرانسوا سيرجان François
Sergent
المجزرة مجزرة، والإدانة لا يجب أن تكون
انتقائية. قام الجيش بقتل مئات المواطنين، وذلك بعد أن أقال أول رئيس مُنتخب في
تاريخ مصر. تلقى الجنود أوامر بالقتل، وأطلقوا الرصاص الحي على الرأس والصدر.
بالتأكيد، لا يُمثل الإخوان المسلمون نموذجاً
للمقاتلين من أجل الحرية، وكان بعضهم ـ عدد قليل ـ مسلحاً، ولكن أغلبية الضحايا هم
مدنيون غير مسلحين.
إن
الجنرال السيسي هو الرجل القوي الحقيقي في البلد، وقد أظهر الطبيعة الحقيقية
للنظام الذي ينوي إقامته بالقوة في مصر: إنها دكتاتورية عسكرية على نمط مبارك.
كان
البرادعي يُمثل غطاء للانقلاب العسكري حتى الآن، ولكنه فهم الفخ الذي وقع فيه،
وترك الحكومة بعد هذه المجزرة الثالثة خلال عدة أسابيع.
يجب
على الغرب الذي دعم هذا الانقلاب أن يُدين هذا القمع العنيف الذي يُمهد لمجازر
أخرى. إن الديموقراطيين والعلمانيين الذين يدعمون هذه المجزرة اليوم، يتوهمون إذا
كانوا يعتقدون بأنهم سيكونون بمنأى عن القمع عندما يُزعجون الجيش. إن الجيش مستعد
للقيام بأي شيء للمحافظة على سلطته ومصالحه، حتى ولو أدى ذلك إلى اندلاع حرب أهلية
في بلده.
كما
هو الحال بالنسبة للأسد في سورية، لا يمكن لهذا العنف الأعمى إلا أن يُغذي ويخدم
الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي بأسره. إن الجنرالات المصريين يقتلون الربيع
العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق