موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 28 آب 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
يبدو
أن الهجوم الأمريكي ضد السلطة السورية أصبح وشيكاً. أكد مصدر دبلوماسي غربي يتابع
هذا الملف قائلاً: "قام مسؤولون أمريكيون بتمرير رسالة إلى الأمم المتحدة
بأنه من الأفضل عدم تمديد مهمة المفتشين على الأرض. لم تطلب الولايات المتحدة منهم
بشكل واضح أن يغادروا سورية، ولكن قيل لهم أن أجهزة الاستخبارات تملك براهين على
أن النظام هو الذي ارتكب الهجوم الكيميائي بالقرب من دمشق الأسبوع الماضي، وأنها
ليست بحاجة إلى استمرار مهمتهم على الأرض".
كما
حصل في العراق في شهر كانون الأول 1998، إن رحيل بعثة المفتشين الأممية من دمشق
سيكون مؤشراً على أن الضربات العسكرية ضد سلطة بشار الأسد أصبحت وشيكة. في عام
1998، قصفت الولايات المتحدة لمدة أربعة أيام رموز سلطة صدام حسين المتهم باخفاء
أسلحة كيمائية، وذلك بعد عدة ساعات فقط من رحيل البعثة الأممية من بغداد. تذرع
مفتشو الأمم المتحدة يوم الثلاثاء 27 آب بعدم توفر الأمن لكي لا يخرجوا من فندقهم
في دمشق.
أشارت مجلة فورين بوليسي Foreign
Policy إلى أن أجهزة
الاستخبارات الأمريكية إلتقطت اتصالاً هاتفياً لأحد العسكريين السوريين الخائفين
وهو يطلب جواب رؤسائه بعد الهجوم الكيميائي ضد ضواحي دمشق بتاريخ 21 آب.
أشار
المصدر الدبلوماسي المذكور أعلاه إلى أن "الروس من خلال إعلانهم بأنه لن
يحاربوا، أعطوا موافقتهم على هجوم أمريكي محدود" ضد حليفهم في دمشق. أكد
الناطق الرسمي الأمريكي البارحة 27 آب أن الهدف من هذا الهجوم لن يكون تغيير
النظام في دمشق. قال أحد الدبلوماسيين: "المقصود بهذا الهجوم هو إضعاف
الأسد لكي يذهب ضعيفاً إلى مؤتمر جنيف. لم يستطع المتمردون تغيير موازين القوى على
الأرض تجاه جيش الأسد منذ سنتين، وهذا ما ستفعله الدول الغربية عبر قصف قواعد
الجيش على أمل تعزيز المعارضة السورية الضعيفة". بالتأكيد، لا يفكر
الإستراتيجيون الأمريكيون بقصف القصر الرئاسي في دمشق. بالمقابل، من الممكن قصف
مكان إقامة بشار الأسد في معقله باللاذقية.
من
غير المستبعد قصف الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة من أجل تعزيز المعارضة
المسماة بالمعتدلة والمدعومة من الدول الغربية، وأضاف الدبلوماسي المذكور أعلاه: "إذا
لم يتم قصف الجهاديين، فإن هذه العملية العسكرية ستعزز الإسلاميين الأكثر
راديكالية. إن قصف الجهاديين سيُساعد في أن يقبل الروس على مضض بهذا التدخل
العسكري ضد حليفهم"، وأكد هذا الدبلوماسي تردد الأمريكيين في الهجوم يوم
الجمعة، أي يوم الصلاة لدى المسلمين. ستكون الفرصة متاحة اعتباراً من مساء يوم
الأربعاء 28 آب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق