موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 2 آب 2013
روى المصور الفرنسي ـ الأمريكي جوناتان ألبيري Jonathan Alpeyrie (34 عاماً) في لقاء مع إذاعة أوروبا الأولى قصة اختطافه لمدة
ثلاثة أشهر، وذلك بعد أن بقي اختطافه سرّاً حتى الإفراج عنه بتاريخ 24 تموز. لم
يصدر أي تعليق حول اختطاف هذا المصور الذي تعرض للخطف بتاريخ 29 نيسان الماضي في
سورية عندما كان يقوم بتغطية النزاع لصالح وكالة Polaris
Images الأمريكية. عاد
هذا الصحفي إلى فرنسا بتاريخ 24 تموز، ولم تكشف وزارة الخارجية الفرنسية عن أية
تفاصيل حول الإفراج عنه.
قال
الصحفي: "كنت أعمل في مدينة يبرود التي يُسيطر عليها التمرد. يبدو لي أنني
تعرضت للخيانة من قبل المُرافق المحلي الذي كان يرافقني". كان يرافقه في
السيارة كل من المرافق المحلي وجنديان، وتعرّض لفخ عندما كان ذاهباً إلى الجنوب
على طريق رنكوس شمال دمشق. أوقفهم حاجز تفتيش مزيف، وقال الصحفي: "كانوا
جميعاً ملثمين. تظاهروا عدة مرات أنهم يريدون قتلي بمسدس. كنت مُكبلاً، ووضعوا
شريطاً على فمي وعيوني". تم فصله عن بقية المجموعة، وحُرم من أمتعته،
ووضعه الخاطفون في أحد المنازل مُكبلاً على بطنه، وقال الصحفي: "بدأ
اختطافي بهذا الشكل". إنه لا يعرف أي شيء تقريباً عن خاطفيه، وقال: "كانوا
جميعهم من أصحاب اللحى، كانت وحدة إسلامية. لم أكن أعرف أنني تعرضت للبيع. كنت
أعتقد أن هذه الوحدة لم تكن على علم بأنني أقوم بإعداد تحقيق صحفي". كانت
وكالة Polaris Images قد أشارت في بيان لها أنه تعرض للخطف من قبل "ميليشيا
سورية".
أشار
هذا الصحفي إلى أنه تعرض للضرب والسخرية لمدة ثلاثة أسابيع وأنهم حاولوا "تحطيمي
نفسياً عبر اتهامي بأنني أعمل مع أجهزة الاستخبارات الفرنسية أو الأمريكية على
سبيل المثال". ثم نقلوه إلى "فيلا مهجورة" بالقرب من
الحدود اللبنانية، وتمتع فيها بـ "حرية" أكبر، وقال: "أظهرت
لهم أنني كنت مُطيعاً جداً، وأنني لست سيء النية. قلت لنفسي أن أفضل شيء يمكن
القيام به هو الاندماج في حياتهم. لقد ساعدني ذلك كثيراً عبر القيام ببعض الأشياء:
كنت أطبخ معهم، وتعلمت القليل من العربية".
يعتبر الصحفي أن "السرية الكاملة"
للسلطات الفرنسية حول اختطافه "ساعدته كثيراً" للإفراج عنه،
وقال: "خرجت ضمن ظروف استثنائية، لأن بعض المقربين من الحكومة هم الذين
أخرجوني مقابل فدية قدرها 450.000 دولار". قالت وكالة Polaris Images: "تم الإفراج عن جوناتان ألبيري بتاريخ 20 تموز، ثم ذهب
إلى لبنان، ثم وصل إلى باريس". أشار الصحفي إلى أن وضعه النفسي ما زال
صعباً، وأنه يشاهد الكوابيس، وقال: "لم أعد معتاداً على هذه الحرية
الجديدة. ولكنني مستعجل للعودة إلى العمل".
اختفى صحفيان فرنسيان في سورية خلال شهر حزيران
هما: ديدييه فرانسوا Didier François وإدوار إلياس Edouard Elias. أكدت الصحفية فلورانس أوبنا Florence Aubenas التي انضمت إلى لجنة دعم الصحفيين الفرنسيين قائلة: "هناك
صحفيين فرنسيين آخرين مختطفين في سورية" دون أن تكشف عن أسمائهم. قام
رجال مسلحون بخطف مصور بولوني يوم الأربعاء 31 تموز في شمال غرب سورية. أشارت
منظمة مراسلين بلا حدود إلى أنه قُتِل 24 صحفياً أجنبياً و60 مواطن ـ صحفي على
الأقل منذ 15 آذار 2011 من قبل قوات النظام أو المعارضة أثناء تغطيتهم للنزاع
السوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق