صحيفة
اللوموند 20 آب 2013
اختارت إسرائيل الصمت تجاه الوضع المشتعل في
مصر، واكتفت بالإشارة إلى "أزمة داخلية محضة لا تتعلق بإسرائيل
إطلاقاً". تسعى السلطات الإسرائيلية إلى عدم تضخيم "قضية الطائرة
بدون طيار" التي تُغذي انتقادات الإسلاميين منذ أسبوع تجاه السلطة
العسكرية المصرية، وتصفها بأنه "حليفة الصهاينة". أدى هجوم على
إحدى القواعد الجهادية في سيناء بتاريخ 9 آب إلى مقتل خمسة مقاتلين، ونسب الإخوان
المسلمون هذا الهجوم إلى طائرة إسرائيلية بدون طيار. سارع الجيش المصري إلى نفي
ذلك، ولكن الخبراء الإسرائيليين أكدوا هذا الهجوم بشكل موارب. إذا تأكد هذا
الهجوم، فسوف يكون أول عملية عسكرية إسرائيلية في الأراضي المصرية منذ توقيع
إتفاقيات السلام في كامب ديفيد عام 1979.
ضمن
هذا السياق المتوتر، لا تريد إسرائيل إضعاف الجنرال عبد الفتاح السيسي بشكل أكبر،
لأنه "حليفها في الظروف الحالية" تجاه أعدائهما المشتركين: حماس
في غزة والحركات الجهادية في سيناء. أشار مصدر أمريكي إلى أن العلاقات الإسرائيلية
ـ المصرية "وصلت إلى أعلى مستوياتها اليوم" منذ عودة الجيش إلى
السلطة. قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك إلى CNN بتاريخ 12 آب: "أعتقد أن
المجتمع الدولي يجب أن يدعم السيسي".
تشعر
إسرائيل بالقلق من تصاعد العمليات الجهادية في سيناء، فقد أدى هجوم بقذيفة صاروخية
إلى مقتل 24 شرطياً مصرياً على الأٌقل يوم الاثنين 19 آب. إن المحللين
الإسرائيليين مُقتنعون بأن عودة العنف إلى
سيناء يهدف إلى جذب إسرائيل داخل النزاع المصري. من الممكن أن تؤثر الفوضى
المستمرة في القاهرة على الوضع الأمني في سيناء. يشعر الجيش الإسرائيلي بالقلق من
احتمال انسحاب الجيش المصري من سيناء، وقال الصحفي المختص بالشؤون الأمنية في
صحيفة جيروزاليم بوست ياكوف لابان Yaacov Lappin: "في هذه الحالة، ربما
يجب على إسرائيل القيام بعمليات محددة ضد الجهاديين على الجانب الآخر من الحدود
المصرية". ولكن القيام بمثل هذه العمليات يُمثل معضلة كبيرة بالنسبة
لإسرائيل، لأن مثل هذا الخيار سيُهدد معاهدة السلام مع مصر، وذلك في الوقت الذي
تتعرض فيه هذه المعاهدة لانتقادات متزايدة من التيار القومي المقرب من السلطة. كما
بدأت حركة "تمرد" التي كانت وراء سقوط محمد مرسي، بإطلاق نداء
تطلب فيه إلغاء هذه المعاهدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق