افتتاحية صحيفة الفيغارو 29 آب 2013 بقلم
إيف تريار Yves
Thréard
مستعدون!
إن أوباما وكاميرون وهولاند مستعدون لمعاقبة بشار الأسد. لماذا الآن؟ أدت هذه
الحرب الأهلية إلى مقتل أكثر من 120.000 سوري، وما زال العالم يراقب هذه الحرب
بقلق، وبدون أن يتحرك. إذا كانت هناك مجزرة، فإن دكتاتور دمشق يرتكبها منذ عدة
أشهر ضد المتمردين الذين لا أحد يعرف بماذا يفكرون بسبب كثرة وجود الجهاديين.
قيل
لنا أنه تم تجاوز الخط الأحمر بخصوص اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية. حصل العمل
البشع الذي يقتل الأبرياء ويهز الضمائر والرأي العام. إن حق التدخل يفرض نفسه باسم
الأخلاق. هذا مؤكد، ولكن من أجل ماذا؟ بعد الجمود، سيكون "العقاب"
عبر "هجوم محدود". إن اللغة الحذرة لا تنفع إلا لإخفاء الواقع.
ستكون نتائج الهجوم متوقعة، بدون الحديث عن دقة الضربات. إن إطلاق بعض الصواريخ لن
يوضح الأمور، حتى ولو قضت على الأسد شخصياً.
ستؤدي هذه الضربات بالتأكيد إلى إشعال المنطقة
التي يسودها الحقد. بالنسبة لإيران وحزب الله اللبناني، سيُضاعفان استعدادهما
للحرب، وستزداد حدة المواجهة بين الشيعة والسنة، وستجد إسرائيل جميع الأسباب
للانتقال إلى الفعل لأنها الهدف المفضل لجيرانها، وسيتحول مسيحو الشرق الأوسط
المهملين أصلاً إلى العدو الذي يجب القضاء عليه. فيما يتعلق بالرعايا الأمريكيين
والبريطانيين والفرنسيين، سيكونون بخطر في كل مكان تحت تهديد عمليات التفجير.
ألم
نتعلم شيئاً من مغامراتنا السابقة منذ خمسة عشر عاماً؟ كان الغرب يدعي بأنه يعمل
من أجل خير السكان المحليين في أفغانستان والعراق وليبيا. رحلنا اليوم من هذه
الدول. ربما سقطت بعض الأنظمة الدكتاتورية، ولكن ما هي الأنظمة التي استبدلناها
بها؟ إن الإسلاموية والإرهاب يسيطران على كابول وبغداد وطرابلس الغرب.
إن
القوة هي أسوأ الأسلحة في الشرق الأوسط. إنها تقود دوماً إلى معاقبة نفسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق