صحيفة الفيغارو 24 آب 2013 بقلم إيزابيل
لاسير Isabelle
Lasserre
تُشير
الوقائع والتحاليل يوماً بعد يوم بأصابع الاتهام إلى النظام السوري، على الرغم من
النفي الشديد لدمشق وحاميها الروسي. على الرغم من ذلك، لم يؤكد مفتشو الأمم
المتحدة الذين وصلوا إلى سورية يوم الاحد 18 آب الشكوك القوية جداً للمجتمع الدولي
بعد يومين من الهجوم الكيميائي. السبب في ذلك هو أن دمشق لم ترد حتى الآن على
الطلبات الرسمية للأمم المتحدة بالوصول إلى موقاع القصف وتوسيع مهمة مفتشيها.
صرح
مسؤول رفيع المستوى في المعارضة يوم الجمعة
23 آب أن بعض المعارضين السوريين استطاعوا الحصول على عينات من ضحايا
الهجوم الكيميائي ـ الشعر والجلد والدم ـ وإخراجها من سورية من أجل تحليلها من قبل
الخبراء، ولكنه لم يقل إلى أين تم إرسال هذه العينات. كما حاول المعارضون قبل ذلك
إيصال العينات إلى خبراء الأمم المتحدة، ولكنهم لم يتمكنوا من دخول الفندق الذي
يقيمون فيه بدمشق، وأكد أحدهم إلى وكالة رويترز قائلاً: "إنهم تحت حراسة
جيدة، ويراقبهم رجال الحكومة".
من
الواضح أن دمشق تحاول كسب الوقت. تتلاشى آثار الأسلحة الكيميائية بسرعة في الهواء
الطلق، ويعتبر الخبراء أن آثارها تتلاشى خلال عدة أيام. وفي بعض الحالات، يمكن
إزالة آثارها. لهذه الأسباب بلا شك، انتظر النظام السوري عدة أشهر قبل السماح
(بشكل محدود ولثلاثة مواقع فقط) لمفتشي الأمم المتحدة بالقيام بعملهم حول الهجمات
الكيميائية المرتكبة في فصل الربيع الماضي.
ما
زالت التهديدات ضد النظام السوري كلامية حتى الآن، ولن تؤدي الضغوط الحالية إلى
تسريع سقوط النظام. أعرب بارك أوباما عن "قلقه الشديد"، ولكنه
حذر من أن الولايات المتحدة لا تنوي "التورط" في معركة جديدة.
تُفضل الولايات المتحدة تقديم الدعم السري إلى مجموعات المعارضة السورية التي يتم
تدريبها في أحد المعسكرات الأردنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق