لم تتطرق مقالات الصحف
الفرنسية الصادرة يوم الثلاثاء 12 آذار للوضع في سورية، واقتصرت تغطيتها على خبرين
صغيرين: الأول في صحيفة الفيغارو التي أشارت إلى تقرير للأمم المتحدة في مجلس حقوق
الإنسان الذي اتهم بشار الأسد باستخدام الميليشيات واللجان الشعبية المُشكلة من
سكان بعض المناطق من أجل ارتكاب المجازر. الخبر الثاني في صحيفة اللوموند التي
أشارت إلى ترحيب الفيلبين بالإفراج عن 21 مراقباً فيلبينياً في قوات الأمم المتحدة
بعد أن اختطفتهم كتيبة شهداء اليرموك في هضبة الجولان يوم الأربعاء 6 آذار. وأضافت
الصحيفة أن الجنود الفيلبينيين سيبقون في الأردن يومين ثم سيعودون إلى مكان عملهم
في الجولان.
فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط،
نشرت صحيفة اللوموند مقالاً بقلم مراسلها الخاص في بورسعيد بنجامان بارت Benjamin Barthe حول تراجع أحداث العنف في مدينة بورسعيد المصرية ولكن مع استمرار
الحقد الناجم عنها. قال أحد أعضاء حزب الكرامة الناصري في مدينة بورسعيد عادل
بكري: "إن غضبنا لا يستهدف الشرطة فقط، بل أيضاً الدولة والإخوان المسلمين.
تريد بورسعيد استئناف الثورة وجر بقية المدن معها... وبإمكان بورسعيد أن تعلن
استقلالها!". تعاني بورسعيد من التهميش الاقتصادي منذ قيام الرئيس السابق
حسني مبارك بإلغاء المنطقة الحرة في المدينة بعد محاولة اغتياله الغامضة عام 1999.
وهناك شائعة منتشرة على نطاق واسع ولكن لا يمكن التأكد من صحتها، تقول أن الرئيس
محمد مرسي أبدى استعداده للتنازل عن حقوق
قناة السويس إلى قطر مقابل المال.
كما نشرت صحيفة الليبراسيون مقالاً
بقلم مراسلها في القاهرة مروان شاهين حول الأحداث في بورسعيد. أشار المقال إلى أن
عناصر الشرطة المصرية يواجهون رفضاً مزدوجاً من قبل معارضي محمد مرسي الذين
يتهمونهم بأنهم الذراع المسلح لدولة ما زالت مستمرة في قمع وقتل شعبها. كما
يواجهون الرفض من قبل الإسلاميين الذين يعتبرونهم عملاء للنظام السابق ويرفضون
إطاعة الأوامر وينشرون الفوضى بسبب عدائهم لسلطة الإخوان المسلمين. يعتقد الكثير
من المصريين أن وجود الشرطة في مدينة بورسعيد ساهم في زيادة التوتر، وأن دخول
الجيش مكان رجال الشرطة نجح في إعادة الهدوء. أضاف المقال أن السلطة تُفكّر
باللجوء إلى الميليشيات الشعبية كقوة دعم للشرطة تلبية لطلب القادة السلفيين. لقد
دعا قادة الإخوان المسلمين مؤيديهم بتاريخ 5 كانون الأول إلى النزول إلى الشارع
وإبعاد الثوار الذين يتظاهرون أمام القصر الرئاسي. أدى ذلك إلى حصول صدامات عنيفة،
وأثار الخشية من تدهور الوضع إلى حرب أهلية. أشارت بعض المصادر الحكومية أن محمد
مرسي يُفكر باستبدال رئيس الحكومة هشام قنديل.
فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفرنسي،
نشرت صحيفة اللوموند مقالاً بقلم آلان فوجاس Alain Foujas وأرنو لوبارمونتييه Arnaud Leparmentier حول العرض الذي تقدمت به قطر إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا
ساركوزي لإنشاء صندوق استثماري بقيمة نصف مليار يورو للاستثمار في اسبانيا والمغرب
والبرازيل، أي الدول التي حافظ على شبكة علاقات جيدة فيها. فقد نشرت الفايننشال
تايمز يوم السبت 9 آذار مقالاً بقلم مدير التحرير ليونيل باربر Lionel Barber أشارت
فيه إلى هذا العرض القطري. لن يقوم نيكولا ساركوزي بدور عملي في هذا الصندوق
الاستثماري، وسيقتصر دوره على تقديم الصفقات، أي رجل للاتصال بالآخرين. قال الباحث
نبيل الأنصاري: "لن يكون غريباً أن يتجسد شهر العسل بين قطر ونيكولا ساركوزي
بمشروع مالي مشترك. إن مشروع الصندوق الاستثماري مُحتمل، ولكن ذلك يفترض أن يترك
نيكولا ساركوزي الحياة السياسية الفرنسية، وهنا يكمن السؤال الحقيقي". لقد أشارت
مجلة Valeurs Actuelles اليمينية
الفرنسية بتاريخ 7 آذار نقلاً عن نيكولا ساركوزي إلى أنه سعيد بحياته ولا يريد
العودة إلى الحياة السياسية، ولكنه أضاف قائلاً:: "إذا كان البلد محاصراً بين
اليسار المتطرف واليمين المتطرف، في هذه الحالة فقط سأكون مجبراً على العودة بدافع
الواجب، ولأن ذلك يتعلق بفرنسا". كما انتقد نيكولا ساركوزي في هذه المقابلة
التدخل الفرنسي في مالي قائلاً: "ماذا نفعل هناك، غير دعم بعض الانقلابيين
ومحاولة السيطرة على أراضي أكبر بثلاث مرات من مساحة فرنسا وبأربعة آلاف
رجل؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق