صحيفة اللوموند
22 آذار 2013 بقلم مراسلها في برلين فريدريك لوميتر Frédéric
Lemaitre
أعلن
وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش Hans-Peter
Friedrich يوم الأربعاء 20
آذار أن ألمانيا مستعدة لاستقبال خمسة آلاف لاجىء سوري جديد هذا العام. من الممكن
أن يبدأ استقبالهم اعتباراً من شهر حزيران. يأتي هذا الإعلان قبل 48 ساعة من
انعقاد الاجتماع غير الرسمي في دبلن يوم الجمعة 22 آذار، وسيُناقش الأوروبيون مرة
أخرى في هذا الاجتماع الاقتراح الفرنسي والبريطاني بتسليح المعارضة السورية.
من
المعروف أن برلين مُتحفظة جداً حول تسليح المتمردين، وتعتبر أنه من الصعب جداً
معرفة الجهة الحقيقية للأسلحة المُرسلة، وأن إرسال الأسلحة يُهدد بخطر قيام إيران
وروسيا بتسليح الحكومة السورية بشكل أكبر، الأمر الذي سيتسبب بتصعيد النزاع.
أشار
أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن هذا الإعلان الألماني أحادي الجانب حول
اللاجئين يُمثل بادرة إيجابية باتجاه المعارضة، ولكن بدون تحقيق مطلبها الأساسي.
لقد أشادت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم Cécilia Malmstrôm بهذه المبادرة، وتأمل بأن تحذو الدول الأخرى حذوها.
ظهر
جدل في ألمانيا حول المعايير المعتمدة لاستقبال اللاجئين مثل: "في المقام
الأول، العائلات مع أطفال، والأطفال بدون آباء، وأولئك الذين يحتاجون إلى حماية
ولديهم آباء في ألمانيا ... والمسيحيين الذين يتعرضون لاضطهاد خاص يُشكلون جزءاً
من هؤلاء الناس الذين يحتاجون إلى حماية خاصة". في الحقيقة، إن حماية
الأقليات الدينية ولاسيما المسيحية تُمثل جزءاً من التوجه العام للسياسة الخارجية
الألمانية. قامت أنجيلا ميركيل بالتأكيد على ذلك أمام البروتستانت في شهر تشرين
الثاني 2012. ولكن رئيس الحزب الاجتماعي ـ الديموقراطي سيغمار غابرييل قال
مُتهكماً على تويتر (Twitter): "ليس من التقاليد المسيحية اختيار اللاجئين حسب
ديانتهم".
لجأ
3436 سوري إلى ألمانيا عام 2011، و7930 عام 2012، وما زالت ألمانيا ترفض تسوية أوضاعهم. أشادت جمعية Pro Asyl بهذا
التغيّر في توجه السياسة الحكومية، ولكنها أشارت إلى أن ما بين خمسة إلى عشرة آلاف
سوري يهربون من بلدهم يومياً. تُطالب هذه الجمعية بأن تقوم ألمانيا بالضغط على
الاتحاد الأوروبي من أجل استقبال عشرات الآلاف من اللاجئين، وأشارت إلى أن مئات
الآلاف من الأشخاص لجؤوا إلى دول الاتحاد الأوروبي أثناء الحرب في البلقان. كما أشارت
هذه الجمعية إلى أن أربعين ألف سوري يعيشون في ألمانيا، وأنهم مستعدون لاستقبال
الآباء. ولكنها أدانت استحالة الحصول على تأشيرات دخول بالنسبة للأقارب الذين لا
ينتمون إلى "نواة العائلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق