صحيفة الفيغارو
1 آذار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
قدمت
الأطراف الدولية الداعمة للمتمردين خلال اجتماعهم في روما الخميس 28 شباط المزيد
من المساعدة المالية والمادية، ودعتهم في الوقت نفسه إلى الانخراط بـ "حوار
سياسي" من أجل تجنب غرق سورية بالفوضى. لقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري في مؤتمره الصحفي بنهاية مؤتمر أصدقاء سورية أن الولايات المتحدة ستقوم
بإرسال "مساعدة مباشرة" إلى المتمردين في الجيش السوري الحر على شكل
"مساعدة طبية وأغذية". ستقوم واشنطن أيضاً بتزويدهم بمساعدة "غير
قاتلة" بقيمة ستين مليون دولار خلال الأشهر القادمة، وتتضمن هذه المساعدة
بشكل أساسي الستر الواقية ضد الرصاص والعربات المدرعة وحتى التأهيل العسكري. ولكن
هذا التأهيل العسكري موجود حالياً ولكنه في بداياته، لأن المعلومات التي بحوزتنا تُشير
إلى أن بعض عناصر القوات الخاصة الأمريكية تقوم بتدريب قادة الجيش السوري الحر في
مخيم Yajouz الأردني منذ فصل الخريف الماضي.
كما
أكد جون كيري أيضاً إلى أصدقائه في المعارضة أن أولويته هي التوصل إلى "حل
سياسي" للأزمة. ومن أجل ذلك، تراهن
الولايات المتحدة على حوارها مع موسكو لإطلاق "عملية انتقالية سياسية"
مدعومة بـ "حكومة انتقالية" ستضم شخصيات من المعسكرين. ولكن هذا
الاحتمال يصطدم بمعارضة كل من النظام السوري الذي يرفض التخلي عن السلطة ومعارضة
بعض خصومه الأكثر راديكالية ولاسيما الإسلاميين.
قاطع
الإخوان المسلمون اجتماع روما لكي يُظهروا رفضهم لأي تفاوض مع بشار الأسد، ولم
يُشارك في هذا الاجتماع من جانب المعارضة إلا رئيس الإئتلاف الوطني السوري معاذ
الخطيب وحفنة من المعارضين مثل رياض سيف. إن الانشقاقات الداخلية في الإئتلاف يمكن
أن تُفسّر تأجيل اجتماع المعارضة الذي كان مرتقباً في استانبول يوم السبت 2 آذار.
كان من المفترض أن يتم خلال هذا الاجتماع تعيين "رئيس حكومة"
و"حكومة تكنوقراطية" لإدارة "المناطق المحررة" في سورية. لم
تؤيد الولايات المتحدة مثل هذا الخيار الذي اعتبرته مُنافساً لمشروعها بإقامة
"حكومة انتقالية" بالاتفاق مع موسكو. لقد أكد عضو الإئتلاف الوطني سامي
نشار إلى وكالة الصحافة الفرنسية AFP أن سبب تأجيل اجتماع يوم السبت هو "المحاولة الأمريكية ـ
الروسية للبدء بحوار بين النظام والإئتلاف".
أعلن
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروسي
فلاديمير بوتين أثناء زيارته إلى موسكو يوم الخميس 28 شباط عن تأييده لـ
"حوار سياسي بصيغة جديدة لكي تُشارك فيه جميع الأطراف"، وتابع قائلاً:
"يجب علينا تصور حوار سياسي يسمح للمعارضة بالتناقش مع جزء يمكن أن يكون مقبولاً".
يبدو أن فرنسا لا تريد إضاعة فرصة إطلاق عملية سياسية للخروج من الأزمة في سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق