صحيفة الفيغارو
25 آذار 2013 بقلم مراسلتها في القاهرة دولفين مينوي Delphine
Minoui
قيل
لفترة طويلة أن العلويين إذا لم يكونوا ملتفين حول بشار الأسد، فهم على الأقل
حياديين في النزاع الدامي المستمر منذ حوالي السنتين. ابتعد بعض عناصر الأقلية
العلوية رسمياً عن السلطة خلال عطلة نهاية الأسبوع 23 ـ 23 آذار في القاهرة، عندما
تناقشوا في اجتماع مغلق بأحد الفنادق الفاخرة في العاصمة المصرية. صدر عن هذا
الاجتماع بيان مشترك دعا إلى وحدة سورية، وعبّر عن رغبة المعارضين العلويين بالتعاون
مع المتمردين. قال المخرج فؤاد حميرة بعد وصوله من دمشق: "يلعب بشار الأسد
على ورقة التوتر الطائفي للبقاء في السلطة. نحن لسنا مخدوعين. إذا كنّا هنا اليوم،
فلكي نُظهر أننا قوة ديموقراطية تريد المشاركة في مستقبل سورية. يعتقد الكثير من
الناس أن النظام يحمينا، وهذا غير صحيح".
يُمثل
هذا الفنان أحد العلويين الخمسة وعشرين الذين تجرؤوا على القدوم من سورية للمشاركة
في هذا الاجتماع، وذلك من أصل حوالي مئة مشارك بالإضافة إلى الناشطين من بقية
الطوائف. لقد اتهمه النظام بـ "الخيانة"، وحياته اليومية هناك كالجحيم:
ترهيب واستدعاء من الأجهزة الأمنية وتغيير عنوانه بشكل مستمر لتجنب الاعتقال،
بالإضافة إلى حواجز التفتيش التي تُحاصر العاصمة والطوابير الطويلة أمام محطات
البنزين وانقطاع التيار الكهربائي والارتفاع المستمر للأسعار.
إن
فؤاد حميرة مُصمّم على نقل الرسالة إلى العلويين في الداخل وتشجيعهم هم أيضاً على
الابتعاد عن الأسد، وقال: "حان الوقت لإدانة النظام بصوت واحد". وقالت
إحدى الصحفيات السوريات دون أن تذكر اسمها: "يُمثل هذا الاجتماع رسالة قوية
إلى بشار الأسد. أظهر هذا الاجتماع أن عدد حلفائه يتضاءل أكثر فأكثر. ولكن للأسف،
كان هذا الاجتماع متأخراً جداً بعد وقوع سبعين ألف قتيل". واعترف الناشط
العلوي (جمال ـ اسم مستعار) الذي وصل لتوه من القرداحة، بصعوبة إقناع أعضاء طائفته
بالتخلي عن الرئيس قائلاً: "يعمل الكثير من أفراد عائلتي في الجيش، ومات 18
شخصاً منهم برصاص المعارضين بعد بداية التمرد. إن هؤلاء الناس يسكنهم هاجس الخوف
من استهدافهم أيضاً في حال سقوط النظام، وهم يدعمون النظام بشكل أعمى".
تتزايد مؤشرات الانقسام داخل الطائفة العلوية،
كما هو الحال بالنسبة للآباء الذين يعارضون إجبار أبنائهم على الالتحاق بالجيش.
وقال الناشط العلوي (جمال): "يتزايد دخول الشبيحة في اللاذقية إلى المنازل لإجبار
الشباب على الالتحاق بالقوات المؤيدة للأسد. ولكن تم إحصاء مئات العائلات العلوية
التي فضلت إخفاء أبناءها لحمايتهم خلال الأشهر الستة الأخيرة".
أعلن
رئيس المعارضة السورية معاذ الخطيب استقالته يوم الأحد 24 آذار، كما أعلن الجزء
الرئيسي من التمرد رفضه لـ "رئيس الحكومة"، الأمر الذي أظهر علناً
الصعوبات التي يواجهها خصوم نظام بشار الأسد من أجل توحيد أنفسهم. يشهد هذان
الموقفان على المنافسة الحادة بين عرّابي المعارضة ولاسيما السعودية وقطر اللتان
تنويان إبقاء سيطرتهما على أولئك الذين قد يصلوا إلى السلطة مستقبلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق