مجلة النوفيل
أوبسرفاتور الأسبوعية 21 آذار 2013 بقلم مراسلتها الخاصة في الأردن سلين لوساتو
Céline Lussato
أشار
أحد المتابعين للملف السوري في العاصمة الأردنية عمّان أن العسكريين الفرنسيين
يتحركون فعلاً بالقرب من الحدود الأردنية ـ السورية، وقال: "بدأ الفرنسيون
والبريطانيون بالتدريب العملي". قام هؤلاء العسكريين بالعمل الاستخباراتي
أولاً، ثم بدؤوا بتدريب بعض مجموعات الجيش السوري الحر في مجال الاتصالات المُشفرة
من أجل تسليمها بعض أجهزة الاتصال، وانتقلوا قبل فترة قصيرة إلى مرحلة أكثر عملية
عبر تدريب هذه المجموعات على القتال.
يجري
هذا التدريب بالتنسيق مع البريطانيين والأمريكيين، وأكد وزير الخارجية الأمريكي
جون كيري أثناء زيارته إلى قطر بتاريخ 6 آذار أن العديد من الدول تقوم بتدريب
المتمردين السوريين. تم اعتبار هذا الموقف الأمريكي بأنه قريب من التفسير الفرنسي
ـ البريطاني لنتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين بتاريخ 18 شباط.
إن
الأمر الأساسي بالنسبة للأوروبيين هو التأكد من عدم وقوع المساعدة المُقدّمة إلى
المتمردين بأيدي المجموعات الأكثر تطرفاً. ولهذا السبب تقوم الاستخبارات الفرنسية
بتحقيق ميداني منذ عدة أشهر. بالنسبة لباريس، من المهم جداً عدم تقديم الدعم إلا
إلى الكتائب التي تُطيع أوامر الإئتلاف الوطني السوري والقيادة العسكرية الموحدة.
قال
أحد الدبلوماسيين الغربيين في إشارة إلى إنشاء القاعدة السياسية للمعارضة: "
قمنا جميعاً نحن الأوروبيين والأمريكيين والقطريين والسعوديين بحمل هذا الطفل
الرضيع حتى ولادته. في الوقت الحالي، يجب التأكد من حصوله على ما يحتاجه...
والتأكد أيضاً من أن عرّابيه يهتمون به حصراً، وليس بأي طفل آخر".
باختصار، يجب أن تُركّز فرنسا جهودها على قوات
الجيش السوري الحر المرتبطة بالإئتلاف، وأن تُقنع في الوقت نفسه شركاءها في الخليج
بعدم تقديم الدعم إلى المجموعات الأكثر راديكالية. فيما يتعلق بالأسلحة التي تم
إرسالها مؤخراً من كرواتيا، لقد وقع جزء منها بأيدي إسلاميي جبهة تحرير سورية في
حمص. نجم عن ذلك بعض الآثار السلبية في الوقت الذي يدعو فيه فرانسوا هولاند إلى أن
يقوم الأوروبيون برفع الحظر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق