صحيفة اللوموند
30 آذار 2013بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad
أصدرت المحكمة القبرصية يوم الخميس 28 آذار
الحكم بالسجن لمدة أربع سنوات على اللبناني ـ السويدي حسام طالب يعقوب (24 عاماً)
في قضية المؤامرة المعادية للإسرائيليين، وقد اعترف بالعمل لحساب حزب الله. تم
اعتقال هذا الشاب في شهر تموز 2012 عندما كان يقوم باستطلاع مطار ليماصول بهدف
الإعداد على ما يبدو لعملية تفجير شبيهة بالعملية التي أدت إلى مقتل خمسة سائحين
إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري في صوفيا بتاريخ 18 تموز 2012.
أشار
هذا الشاب إلى أن شخصاً مجهولاً من الحزب الشيعي اللبناني طلب منه الاستعلام حول
مواعيد وصول الطائرات القادمة من إسرائيل وتسجيل أرقام لوحات الحافلات التي تنقل
السائحين الإسرائيليين. كما أكد عدم معرفته للغاية من هذه المعلومات. أشارت
المحكمة إلى أن حسام طالب يعقوب قام بست مهمات على الأقل في قبرص بين شهر كانون
الأول 2011 وتاريخ اعتقاله.
من
غير المعتاد الإيقاع بأحد عملاء حزب الله أثناء الإعداد لعمليات التفجير، وأن
يعترف بانتمائه إلى الفرع السرّي للشبكة الدولية للميليشيا الشيعية. عاش حسام طالب
يعقوب خارج لبنان، ويحمل جواز سفر سويدي يسمح له بالسفر بحرية في أوروبا. توصّل
المحققون إلى أنه ذهب إلى تركيا وهولندة وفرنسا، ولاسيما إلى مدينة ليون الفرنسية
التي ذهب إليها لتسليم جهاز هاتف جوال إلى إحدى نقاط الاتصال. إن صفاته شبيهة
بالشخص الذي ارتكب عملية التفجير في صوفيا، ومات مع المتفجرات التي كانت بحوزته،
ويبدو أنه تم تفجيرها عن بعد.
وصل
المحققون البلغار في تحقيقهم حتى شبكات حزب الله في لبنان، ولكن لم يتسن لهم الوقت
للقبض على الشريكين المفترضين للفاعل وهما: لبناني ـ كندي ولبناني ـ إسترالي
استطاعا الهرب إلى رومانيا وبولونيا.
يسعى
حزب الله إلى الانتقام لمقتل زعيمه العسكري عماد مغنية الذي اغتيل بدمشق في شهر
شباط 2008. وشارك الحزب أيضاً في حملة الانتقام التي شنّها عرابه الإيراني رداً
على عمليات الاغتيال الغامضة للعلماء المنخرطين في البرنامج النووي الإيراني. لقد
سلّطت القضية البلغارية والقبرصية الضوء بشكل واضح على النشاطات الإرهابية لحزب
الله في الخارج. أشار الباحث الأمريكي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ماتيو
ليفيت Matthew Levitt الذي استلم عدة مناصب في إدارة بوش لمكافحة تمويل الإرهاب قائلاً:
"إنه أمر مزعج جداً لحزب الله أن يتم الإمساك به وهو يشارك في عمليات على
الأرض الأوروبية".
يعتبر الأوروبيون بعكس الولايات المتحدة أن حزب
الله طرف سياسي أساسي في لبنان، ولم يُدرجوا اسمه على قائمة المنظمات الإرهابية.
لا تريد فرنسا تضييق الخناق على حزب الله نظراً لأن وجود 900 جندي فرنسي في جنوب
لبنان في إطار قوات اليونيفيل يجعلهم هدفاً سهلاً.
قال
الباحث الأمريكي ماتيو ليفيت المُقرّب من اليمين الأمريكي والإسرائيلي:
"ألمانيا في طور تغيير موقفها حول موضوع حزب الله". وقد دعا مؤخراً في
باريس أمام المسؤولين الفرنسيين المُترددين إلى اعتبار الجناح الأمني والعسكري
لحزب الله إرهابياً بدون استهداف الحزب السياسي. إن هذا الفصل غير فعلي في
الحقيقة، ولكنه يعتبره "وسيلة لتوجيه رسالة إلى منظمة عقلانية جداً وقادرة
على تغيير إستراتيجيتها عندما تكون الكلفة أكبر من الفائدة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق