صحيفة الفيغارو
20 آذار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
يزداد خوف الفرنسيين في لبنان من عملية تفجير أو
اختطاف. إن تصريحات فرانسوا هولاند الأخيرة حول تسليح المتمردين السوريين تُثير
المخاوف من قيام دمشق وحلفاءها المحليين بمهاجمة المصالح الفرنسية في لبنان، كما
حصل في الثمانينيات عندما كانت فرنسا ترسل الأسلحة إلى العراق لمواجهة إيران
الخميني. قال أحد الرعايا الفرنسيين في بيروت: "قيل لنا أن ننتبه في تنقلاتنا
التي أصبحت خطيرة علينا". كما لا يُخف السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي Patrice Paoli قلقه من قيام السوريين بتوجيه "تحذير" إلى فرنسا.
أشار أحد المصادر الدبلوماسية في باريس إلى أن السفير الفرنسي في لبنان يبحث عن
منزل جديد "أكثر أماناً" في المنطقة المسيحية في بيروت. يقع المنزل
الحالي في المنطقة الإسلامية بالقرب من الضاحية الجنوبية لبيروت.
ازدادت حدة هذه التهديدات بعد اختطاف أحد
الموظفين الذين يعملون في الثانوية الفرنسية في بيروت، وهو يحمل الجنسيتين
الفرنسية واللبنانية. أشار مصدران فرنسيان في بيروت إلى أن هذا الرجل تعرض
للاعتقال في حي سوديكو بالقرب من السفارة، ثم تم العثور عليه في اليوم التالي بدون
لباسه في الضاحية الجنوبية لبيروت. أكد أحد الدبلوماسيين في بيروت رداً على سؤال
لصحيفة الفيغارو أنه ليس لديه أية معلومات حول هذا الاختطاف. تساءلت الأجهزة
المختصة: "هل يجب اعتبار هذا الاختطاف كرسالة أم أنه مجرد اعتداء من أجل
السرقة؟".
إن الوحدة الفرنسية العاملة في اليونيفيل في
حالة تأهب. إن الجنود الفرنسيين (1100 جندي) يُشكلون هدفاً مثالياً بالنسبة لجميع
أولئك الذين يريدون مهاجمة فرنسا. أكد أحد المراقبين في لبنان قائلاً: "إنهم
يخشون التعرض للهجوم. أصبحت تنقلاتهم محدودة، ويذهبون في بيروت باللباس المدني،
وطلبوا منهم التحفظ"، وأضاف أن المراكز الثقافية الفرنسية في لبنان هي أهداف
مُحتملة لأي هجوم. قال أحد الفرنسيين: "إذا قمنا بإرسال السلاح إلى
المتمردين، لن يتم استهداف البريطانيين"، وأشار إلى ما كُتب على جدران
السفارة الفرنسية مؤخراً: "فرنسيون، أنتم عاهرات الأمريكيين"، وذلك في
إشارة إلى رفض فرنسا الإفراج عن الإرهابي جورج ابراهيم عبد الله المسجون في فرنسا
منذ 28 عاماً بسبب اغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي.
قال
أحد عناصر أجهزة الاستخبارات: "آمل أن تكون تصريحات فرانسوا هولاند مجرد
كلام. إن إرسال الأسلحة للمتمردين يعني المشاركة في عمل عدائي ضد دمشق. يجب أن
نتذكر تفجيرات الثمانينيات عندما قمنا بتسليم صدام حسين طائرات سوبر إتندار التي
كانت تقصف طهران".
تبادل نظام بشار الأسد والمتمردون السوريون
الاتهامات المتبادلة يوم الثلاثاء 19 آذار باستخدام الأسلحة الكيميائية. قامت موسكو بنشر اتهامات
دمشق التي تتهم المتمردين باستخدامها في
هجوم على جنوب ـ غرب حلب. كما قام المتمردون باتهام النظام باستخدام هذه الأسلحة
الممنوعة. أكد البيت الأبيض الذي يراقب هذا الموضوع عن كثب أنه ليس لديه "أي
دليل" على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق