صحيفة الفيغارو
19 آذار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges
Malbruont
يحاول
معارضو بشار الأسد في الخارج التغلب على خلافاتهم للاقتراب من القاعدة المُقاتلة.
لقد اجتمع 73 عضواً في الإئتلاف الوطني يومي الاثنين والثلاثاء 18 و19 آذار في
استانبول، ومن المفترض أن ينتخبوا رئيساً للوزراء وتشكيل حكومة مؤقتة من أجل إدارة
الأراضي التي استولى عليها المتمردون في سورية. ولكن لا شيء يقول بأن معارضي الأسد
سيتوصلون إلى تحقيق هدفهم.
إن
إحدى علائم الخلافات المنتشرة داخل خليط المعارضة السورية هو تأجيل مثل هذا
الاجتماع مرتين سابقاً. هناك 12 شخصية مُرشحة لمنصب رئيس الحكومة، والأوفر حظاً
هم: أسعد مصطفى، وزير الزراعة السابق أثناء رئاسة حافظ الأسد، والاقتصادي أسامة
القاضي، والخبير في الاتصالات غسان هيتو.
يجب
على المعارضين أن يتفقوا أولاً على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة أو الاقتصار على تشكيل
هيئة تنفيذية بسلطات محدودة. لا يريد أنصار الخيار الثاني المصادقة على تقسيم
سورية بحكم الواقع. من جهة أخرى، لا تحظى فكرة تشكيل حكومة مؤقتة بالاجماع، ويعتبر
العديد من معارضي الداخل أن شخصيات الخارج ليست مُخولة بتعيين رئيس حكومة أو تشكيل
حكومة. ويريد البعض الآخر، ولاسيما خارج الإئتلاف الوطني، تفضيل خيار الحوار مع
النظام للتوصل إلى حكومة تضم عناصر من المعارضة والنظام. هذا هو أيضاً هدف
الولايات المتحدة التي تتحاور مع روسيا والأمم المتحدة من أجل تشكيل حكومة وإطلاق
عملية انتقالية سياسية لتجنب تفاقم الفوضى في سورية وتجنب "صوملة"
البلد. من الضروري أن تتواجد الهيئة التنفيذية الجديدة في سورية، قال الناطق
الرسمي باسم الإئتلاف وليد البني: "لا يمكن أن تعمل الحكومة عن طريق الأنترنت
وSkype".
على
الصعيد الميداني، أشارت مصادر مُقرّبة من الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى أن
الطيران السوري قصف للمرة الأولى الحدود اللبنانية يوم الاثنين 18 آذار. وقعت
الغارة بالقرب من مدينة عرسال في سهل البقاع بعد أربعة أيام من التهديد السوري
باستهداف المتمردين السوريين الذين يسعون إلى اللجوء في لبنان. أكد أحد ضباط
الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى وكالة الصحافة الفرنسية AFP أنه تم إطلاق أربعة صواريخ ضد
مواقع المتمردين السوريين في عرسال داخل الأراضي اللبنانية.
أكدت
وزارة الخارجية الأمريكية المعلومات المتعلقة بإطلاق الصواريخ السورية على عرسال،
ووصفت القصف بأنه "تصعيد هام". كما أدانت باريس هذا "التصعيد"
واعتبرته "انتهاكاً خطيراً وجديداً للسيادة اللبنانية". من جهة أخرى،
أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لن تكون عقبة في وجه الدول الأوروبية التي تريد
تسليح المتمردين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق