صحيفة الفيغارو
15 آذار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
تحول التمرد في سورية إلى حرب أهلية ثم تجمد في
حرب استنزاف قد تستمر طويلاً لأن كلا الطرفين غير قادرين على تحقيق انتصار حاسم.
ما زال نظام بشار الأسد يُسيطر على دمشق وبعض الأراضي في الغرب والجنوب ومدن حماة
وحمص ودرعا و"المنطقة العلوية". تراجع الجيش المدعوم بالميليشيات لحماية
"سورية المفيدة" لأنه لا يملك ما يكفي من الرجال لإرسالهم إلى جميع
الجبهات. "سورية المفيدة" هي ممر يمتد من درعا إلى دمشق وحمص حتى يصل
إلى "المنطقة العلوية" في الغرب. من جهتهم، يُسيطر المتمردون بمساعدة
الجهاديين على الشمال والشرق. يُسيطر كل طرف على 20 % من الأراضي السورية باعتبار
أن 60 % من سورية هي أراضي صحراوية.
دمشق
وضواحيها: ما زال المتمردون محصورين في الأحياء المحيطة والضواحي
الجنوبية والشرقية للعاصمة المُحصنة. يقوم الجيش النظامي بصد محاولاتهم لاختراق
مركز مدينة دمشق التي تنتظر فيها الخلايا النائمة قبل الانتقال إلى العمل. في
الغرب، منطقة الغوطة هي مسرح لمعارك عنيفة. في الجنوب، يحاول الجيش استعادة داريا بشكل
كامل لأنها منطقة استراتيجية تحاذي مطار المزة العسكري التي تُقلع منه الطائرات
المروحية لقصف المعارضين حول دمشق.
الشمال (إدلب
وحلب والرقة): إنها معاقل التمرد القريبة من تركيا والعراق
اللتان يمر عبرهما الرجال والأسلحة. يُسيطر المتمردون على أجزاء كبيرة من منطقة
إدلب، ولكن لا يسيطرون على المدينة ولا على قريتي كفرايا والفوعة الشيعيتين اللتان
تتعرضان لحصار المتمردين السنة. يُسيطر المتمردون أيضاً على الجزء الأكبر من منطقة
حلب وأكثر من نصف المدينة. قامت المجموعات المتمردة بتقاسم العمليات فيما بينها:
يتحرك الإسلاميون في كتيبة لواء التوحيد بمركز مدينة حلب، وتُقاتل كتيبة أحرار
الشام لاستعادة السيطرة على القواعد الجوية العسكرية في المنطقة، وتنشط جبهة النصرة بكثرة في حلب.
الشرق (دير
الزور والحسكة): يُسيطر المتمردون على ثلاثة أرباع منطقة دير
الزور، ولكن الجيش ما زال يُسيطر على الجزء الأكبر من عاصمة هذه المنطقة. في منطقة
الحسكة ذات الأغلبية الكردية، قاتل المتمردون ضد الأكراد في رأس العين، ثم توصلوا
إلى هدنة هشة في شهر شباط. واستولى الجهاديون على أراضي واسعة في هذه المنطقة.
وسط سورية (حمص وحماة):
يُسيطر الجيش على أغلبية منطقة حماة، واستعاد الجيش ثلاثة أرباع مدينة حمص،
واستأنف المتمردون مؤخراً هجومهم على حي باب عمرو. بالمقابل، ما زالت مدينتا
تلبيسة والرستن معقلين للمعارضين ضد الأسد. إذا استعاد الجيش السيطرة على هاتين
المدينتين، سوف يضمن الجيش سيطرة كاملة على وسط سورية.
الغرب
(اللاذقية): ما زال معقل الطائفة العلوية تحت سيطرة جيش النظام
باستثناء بعض البؤر الكردية والتركمانية في الشمال.
الجنوب (درعا
والسويداء والقنيطرة): استولى المتمردون على العديد من القرى
حول درعا التي ما زال النظام يُسيطر عليها وعلى الجزء الأكبر من هذه المنطقة.
السويداء هادئة بشكل عام، وأغلبية الدرزو فيها يؤيدون النظام. في هضبة الجولان على
خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، تشهد منطقة القنيطرة معارك متقطعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق