صحيفة اللفيغارو
26 نيسان 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن لور ماندفيل Laure
Mandeville
اعترفت إدارة باراك أوباما للمرة الأولى يوم
الخميس 25 نيسان أنه من المحتمل أن النظام السوري استخدم "عدة مرات"
و"على مستوى محدود" أسلحة كيميائية ضد المتمردين الذين يقاتلون ضد سلطة
دمشق. إن المسألة المركزية هي معرفة ما هو الرد الذي يمكن أن يقدمه الرئيس أوباما
على هذه الاكتشافات، على الرغم من أن وزير الدفاع تشاك هاغل تطرّق إلى مستويات
"مختلفة" من اليقين حسب وكالات الاستخبارات المتعددة. كان أوباما قد
حذّر من أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الأسد سيُشكل
"مُنعطفاً"، ولكنه يُعارض أي تدخل أمريكي في سورية حتى الآن. قال
السيناتور الأمريكي جون ماكين الذي يدعو إلى إرسال الأسلحة للمتمردين وإقامة منطقة
حظر جوي: "من المؤكد أنه تم تجاوز خط أحمر".
ما
زال البيت الأبيض حذراً، وأكد يوم الخميس 25 نيسان في رسالة وجهها إلى الكونغرس أن
معلومات هذه الأجهزة الخاصة لا يمكن اعتبارها "براهين قاطعة"، وقالت
الناطقة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن Caitlin
Hayden: "نظراً
للرهانات ولما تعلمناه من خبرتنا الخاصة، إن
تقديرات الاستخبارات غير كافية لوحدها. إن الوقائع الجديرة بالثقة والمؤكدة
هي وحدها التي تُقدم لنا بعض الثقة التي ستُوجه عمليتنا في اتخاذ القرار". ما
زالت ذكرى العراق الجارحة راسخة، عندما تدخلت الولايات المتحدة على أساس معلومات
خاطئة.
كشفت
كاتلين هايدن أن تقويم أجهزة الاستخبارات "مبني جزئياً على العينات"
المأخوذة من الأشخاص الذين ربما تعرضوا إلى غاز الساران، ولكنها أضافت بأن:
"سلسلة نقل المعلومات غير واضحة، ولا
نستطيع تأكيد كيف جرت عملية تعرضهم له". كان الإسرائيليون قد أعلنوا يوم
الأربعاء 24 نيسان عن تأكيد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل جيش بشار الأسد،
وقال الفرنسيون والبريطانيون أنهم يملكون معلومات مُقنعة.
تحدث
وزير الدفاع الأمريكي عن قضية "جدّية جداً"، واعترف أن مهمته ستكون
"اقتراح الخيارات". ولكن ما هي هذه الخيارات؟ أكد دافيد ريثز David Reeths، مدير مؤسسة IHS Jane’s Consulting للاستشارات الامنية والعسكرية
قائلاً: "إن أي رد جدي يجب أن يستهدف منع استخدام هذه الأسلحة من جديد، وتجنب
فقدان أو نقل هذه الأسلحة الكيميائية أو البكتريولوجية. ولكن عمليات تدمير أسلحة
الدمار الشامل مُعقدة جداً، وتحتاج إلى تواجد داخل البلد لفترة طويلة
نسبياً".
إنها
فرضيات لا تنسجم مع عدم رغبة أوباما بالتدخل في نزاع مُعقد ولا يمكن التوقع
بنتائجه. في حال عدم التدخل، هل يمكن أن يُقرر إرسال الأسلحة إلى المتمردين، وهو
الأمر الذي رفضه حتى الآن مؤكداً على العلاقات بين التمرد وتنظيم القاعدة؟ يؤكد
الكثير من المراقبين أن الجمود يتضمن مخاطر كبيرة. أشارت الصحفية في قناة CNN كريستيان
أمانبور Christiane Amanpour إلى أن الأسد يمكن أن يحاول استخدام هذه الأسلحة بشكل أوسع في ظل
عدم وجود ردة فعل. وقالت الواشنطن بوست: "إذا تراجع أوباما عن الخط الأحمر
الوحيد والواضح الذي حدده، فإن المصداقية الأمريكية ستتزعزع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق