مجلة النوفيل
أوبسرفاتور الأسبوعية 25 نيسان 2013 بقلم رونيه باكمان René
Backmann
ما
زال الرئيس السوري بشار الأسد أسيراً لأفكار سياسية مُكررة، ويبدو أنه ليس هناك أي
شيء قادر على تغييرها بالرغم من مرور سنتين على اندلاع التمرد ضد نظام
دمشق ومقتل سبعين ألف شخص. إنه على رأس دولة في طريق التفتت، وأصبح ثلث سكانها
بحاجة إلى المساعدة الإنسانية الدولية، بالإضافة إلى وجود مناطق بأكملها خارجة عن
سيطرة النظام. ولكنه ما زال يرفض أية مفاوضات مع المعارضة المُتهمة بأنها
"ممولة من الخارج". إنه يشعر بالقوة بفضل دعم أصدقائه الروس وبعض التقدم
الذي حققه على الأرض. أجرت محطة تلفزيونية حكومية مقابلة معه الأسبوع الماضي، وكرر
خلال ساعة من الزمن أن سورية تواجه "مجموعات إرهابية" وأنه "ليس
أمامها خيار آخر غير الانتصار". لقد اتهم الدول الغربية بدعم تنظيم القاعدة
الذي يُهيمن على التمرد برأيه، وحذّر أوروبا والولايات المتحدة من أنهم يخاطرون بـ
"دفع ثمن باهظ"، وكذلك بالنسبة للأردن "المُعرّض أيضاً مثل
سورية".
يُكرر بشار الأسد في كلماته دوماً أن التمرد
السوري يُعزى إلى تنظيم القاعدة، ولكنها دعاية مضللة بالتأكيد. بالنسبة للديموقراطيين
السوريين وأصدقائهم، سيكون من التهور التهاون مع جبهة النصرة، وهي حركة جهادية
ناشطة جداً داخل التمرد، وأعلنت مؤخراً ولاءها إلى خليفة بن لادن أيمن الظواهري
الذي يريد أن يجعل من سورية دولة إسلامية. لوحظ منذ بداية التمرد وجود مجموعات
جهادية مدعومة من السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة تقف إلى جانب
الجيش السوري الحر، الأمر الذي برر تردد الدول الغربية حتى الآن حيال إرسال
الأسلحة إلى المتمردين. إن البديل الذي تواجهه الدول الغربية يبعث على الخوف: إما
أن تستمر في إرسال مساعدة عسكرية "غير قاتلة" إلى المجموعات المقاتلة
التي تختارها وتُدرّبها، كما تفعل حالياً واشنطن ولندن وباريس، وهذه المساعدة لن
تُغيّر موازين القوى وستساهم في استمرار الحرب دون إيجاد مخرج. أو أن تقوم بإرسال أسلحة قادرة على
تغيير مجرى الحرب، الأمر الذي يمثل خطراً برؤية هذه الأسلحة تقع بأيدي الجهاديين
وتساهم في ولادة الدولة الإسلامية. انعقد مؤخراً مؤتمر أصدقاء سورية في استانبول،
ويبدو أن الدول الغربية ما زالت تؤيد الخيار الأول في الوقت الحالي. إلا إذا
استخدمت دمشق، أو قوى أخرى، الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي سيُغير المعطيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق