صحيفة اللوموند
24 نيسان 2013 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan
كان
هناك قبل اندلاع التمرد في سورية جسر حجري صغير يربط قرية القصر في منطقة الهرمل
اللبنانية مع مدينة القصير السورية، ولكن الجيش السوري قام بتدمير هذا الجسر. لا
تبعد المسافة بين هاتين المنطقتين إلا عشرة كيلومترات تقريباً، وأصبحت الحرب تُهدد
بتجاوزر الحدود في الوقت الذي تنشب فيه منذ أسبوعين معركة ضارية في سورية للسيطرة
على مدينة القصير. أطلق المتمردون السوريون مرة أخرى يوم الأحد 21 نيسان قذيفتين
على بعض القرى في الهرمل، ومنها قرية القصر التي تمثل أحد معاقل حزب الله. أدت هذه
القذائف إلى حصول أضرار مادية فقط، ولكن القذائف التي أطلقها المتمردون قبل أسبوع
قتلت مدنيين لبنانيين إثنين في المنطقة نفسها.
تتهم
المعارضة السورية حزب الله بأنه يدعم الجيش السوري في هجومه على القصير ومحيطها،
وطلبت عدة مرات من الحزب الشيعي المُسلح الانسحاب من سورية. كما أكدت المعارضة بعد
القذائف التي أطلقتها الأسبوع الماضي أنها كانت رداً على الهجمات القادمة من
لبنان، وأنها استهدفت مواقع عسكرية. ولكن السكان أكدوا أن الضحايا هم من السكان
المدنيين.
يملك
حزب الله معسكراً للتدريب في جبال الهرمل، ولكنه مازال ينفي أي انخراط عسكري إلى
جانب نظام بشار الأسد. وصف رئيس الإئتلاف الوطني السوري المؤقت جورج صبرا هذا
الانخراط بأنه "إعلان حرب ضد الشعب السوري". ولكن الشيخ نبيل قاووق، أحد
قادة حزب الله، أكد أن المساعدة التي يُقدمها حزب الله إلى المقاتلين المؤيدين
للأسد في القرى السورية الشيعية الواقعة بين الهرمل والقصير بمثابة "واجب
وطني وأخلاقي". اعتبر أحد الدبلوماسيين الأوروبيين أن حزب الله يقوم بدور
أساسي في معركة القصير وقال أن الحزب "نشر عدد كبيراً من الرجال في سورية
ولاسيما في هذه المنطقة التي حاول الجيش السوري الحر وجبهة النصرة الاستيلاء عليها
عدة مرات منذ شهر شباط".
تتمتع منطقة القصير بموقع إستراتيجي على أكثر من
صعيد. إنها قريبة من الطريق الواصل بين دمشق وحمص والساحل المتوسطي. وهي منطقة
هامة أيضاً لإرسال السلاح إلى المتمردين الذين يملكون شبكات في شمال وشرق لبنان
بشرط الانتصار على حوالي خمس عشرة قرية شيعية مؤيدة للنظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق