صحيفة الليبراسيون
22 آذار 2013 بقلم مارك سيمو Marc Semo
بدأت
عملية صعبة للتوصل إلى حل سياسي للمسألة الكردية في تركيا. يبدو اليوم أن هناك
فرصة حقيقية للتوصل إلى السلام بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية.
أصبح
رجب طيب أردوغان أكثر إدراكاً للمعطيات الإقليمية الجديدة: هناك نزاع مفتوح بين
حكومة إقليم كردستان بزعامة مسعود بارزاني الذي أصبح مستقلاً بحكم الواقع، وبين
الحكومة العراقية. يحافظ إقليم كردستان على علاقات اقتصادية قوية مع تركيا، وينوي
نقل نفطه عبر الأراضي التركية. في ظل الفوضى التي تعيشها سورية، أصبح الأكراد
السوريون في طور الحصول على الحكم الذاتي في المناطق ذات الأغلبية الكردية عبر حزب
العمال الكردستاني. يعني ذلك بالنسبة لتركيا مئات الكيلومترات من الحدود مع كيانات
كردية مجاورة في المناطق الجنوبية ـ الشرقية التي يعيش فيها حوالي 15 مليون كردي
(20 % من سكان تركيا).
من هنا يأتي التغير في التعامل مع المسألة
الكردية وتحويلها من "مشكلة" إلى ورقة إقليمية رابحة، وذلك بشكل يندرج
ضمن الحدس الإستراتيجي للرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال في بداية التسعينيات
خلال حرب الخليج الأولى، ولم يتردد حينها في الحديث عن "فيدرالية تركية ـ
كردية". قال الأستاذ الجامعي ومدير مجلة Birikim أحمد إنسل Ahmet
Encel: "إذا نجحت
أنقرة في إعادة السلام إلى علاقاتها مع الشعب الكردي، سيكون هناك تغير كبير في
العالم الكردي باتجاه تركيا التي تتفاوض للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والتي
تشعر بقوتها الاقتصادية والثقافية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق