صحيفة الفيغارو
11 نيسان 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
أعلن
الجهاديون في سورية ولاءهم إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي يختبىء بين
أفغانستان والباكستان. ولكن الجهاديين في سورية ينفرون من الخضوع لسيطرة الجناح
العراقي لتنظيم القاعدة حرصاً على الحفاظ على بعض الاستقلالية، وذلك على الرغم من
أن الجناح العراقي لتنظيم القاعدة هو الذي سمح لهم بالوجود وتطوير قدراتهم. بهذا
الشكل يمكن تفسير التصريحات الأخيرة لمجموعة جبهة النصرة الجهادية، احدى أقوى
المجموعات الجهادية ضد بشار الأسد.
أعلن
رئيس جبهة النصرة أبو محمد الجولاني البارحة 10 نيسان في رسالة نشرتها المواقع
الجهادية على الأنترنت قائلاً: " نحن، جبهة النصرة، نُعلن الولاء للشيخ أيمن
الظواهري". كما أبرز اعتراضه على البيان الذي أصدره زعيم تنظيم القاعدة في
العراق بتاريخ 9 نيسان عندما ادّعى اندماج جبهة النصرة مع الدولة الإسلامية في
العراق في مجموعة واحدة اسمها الدولة الإسلامية في العراق والمشرق. لقد أكد أبو
بكر البغدادي "أن جبهة النصرة هي فرع من الدولة الإسلامية في العراق"،
ولكن شريكه السوري لم يرض عن هذا التصريح، وعبّر زعيم جبهة النصرة عن أسفه قائلاً:
"لم تكن قيادة جبهة النصرة ولا مجلس الشورى فيه على علم بهذا البيان"،
وأكد تأجيل مثل هذا الاندماج "لأسباب تتعلق بالخصوصية السورية".
لقد
ظهر إلى العلن الصراع على النفوذ بين جبهة النصرة ومنظومته العراقية. قام تنظيم
القاعدة في العراق بدعم تأسيس جبهة النصرة في سورية في شهر كانون الثاني 2012،
وقدّم لها المال والخبرة لارتكاب حوالي 600 هجوم ضد النظام السوري، ومن بينها
عمليات تفجير انتحارية في قلب العاصمة السورية. ولكن بعد مرور عام على إنشاء جبهة
النصرة، يحرص زعماؤها على عدم التخلي عن قيادة حركتهم في الوقت الذي أصبحوا فيه
القوة الأساسية للكفاح ضد الأسد. أكد أبو محمد الجولاني قائلاً: "نحن لا نريد
التسرّع، لأن تطبيق الشريعة وحل النزاعات والتطلع إلى الأمن بين المسلمين قد بدأ
في المناطق المحررة".
لقد
استخلصت جبهة النصرة الدروس من العنف الدامي لتنظيم القاعدة في العراق بعد عام
2003، هذا العنف الذي أدى إلى تخلّي جزء كبير من الطائفة السنية عن تنظيم القاعدة.
بالمقابل، تسعى جبهة النصرة في سورية إلى
مهاجمة الجنود ومسؤولي النظام فقط. وقال أبو محمد الجولاني في رسالته
الصوتية: "سيقوم الجميع ببناء الدولة الإسلامية في سورية دون استبعاد أي طرف
شارك في الجهاد".
يقوم
تحالف من المجموعات الجهادية والسلفية في منطقة حلب بإجراء معاملات الزواج والإرث
والعقود التجارية، وتحرص جبهة النصرة على عدم الظهور بأنها أكثر راديكالية مما هي
عليه الآن، والإساءة إلى سمعتها الجيدة التي تحظى بها لدى السكان الذي يشعرون
بتخلّي الدول الغربية عنهم. ولكن تقارب جبهة النصرة مع أيمن الظواهري سيزيد حجم
الريبة التي تشعر بها بعض الدول التي تدعم التمرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق