صحيفة الفيغارو
16 نيسان 2013 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre
يملك
بعض العلماء في الجيش البريطاني براهين طبية ـ شرعية على استخدام الأسلحة
الكيميائية في النزاع السوري. كما أكد بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أنهم
يملكون أيضاً "براهين قوية" حول استخدام قذائف كيميائية في عدة أماكن
بسورية. لقد أكد المجتمع الدولي والرئيس الأمريكي بشكل خاص أن استخدام السلاح
الكيميائي هو "خط أحمر"، ويُمثل سبباً مشروعاً للتدخل بشكل مباشر في
النزاع. ولكن على الرغم من بعض المعلومات التي حصلت عليها العواصم الغربية، فإنها
لم تقم بإثارة ضجة إعلامية حول هذا الموضوع، لماذا؟
السبب الأول هو أن المجتمع الدولي ليس متأكداً
من الجهة التي قامت باستخدام الأسلحة الكيميائية. السبب الثاني هو أن استخدام
الأسلحة الكيميائية في سورية كان بكميات قليلة جداً، كما لو أن استخدامها كان بقصد
امتحان المجتمع الدولي وإضعاف السكان نفسياً بدون التسبب بأضرار كبيرة بما فيه
الكفاية لإثارة رد عسكري خارجي. يمكن أيضاً تفسير الصمت المُرتبك أحياناً للعواصم
الغربية بترددها حيال التدخل في النزاع. إن الاعتراف رسمياً باستخدام الأسلحة
الكيميائية في سورية، سيكون من شأنه إما أن يؤدي إلى تدخل المجتمع الدولي أو
التخلّي عن وعوده. إذا تخلّى عن وعوده، فإن ذلك سيؤدي إلى إلحاق الضرر بمصداقية
الولايات المتحدة وحلفائها. وفيما يتعلق بخيار التدخل الدولي، لا أحد يرغب فعلاً
بذلك. يُضاف إلى كل ذلك التقارب الأخير بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في العراق.
كانت فرنسا في طليعة الدول التي اقترحت
إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية، ولكنها تراجعت مؤخراً بسبب عدم حصولها على
ضمانات بعدم وصول هذه الأسلحة إلى أيدي الإسلاميين.
تعتبر باريس أن رفض النظام السوري لدخول لجنة
التحقيق الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية هو "مناورة تسويفية" من
قبل نظام بشار الأسد. ولكن قيام دمشق بالإبقاء على الشك، يخدم بشكل غير مباشر
مصلحة المجتمع الدولي الذي يُفضل المماطلة فيما يتعلق بسورية. على الأقل، ما دام
المأزق مستمراً بين دمشق والأمم المتحدة، أو حتى تُقرر الأمم المتحدة متابعة
تحقيقها خارج سورية، ولاسيما في مخيمات اللاجئين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق