صحيفة الليبراسيون 18 نيسان 2013
بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin
ما
زال بشار الأسد يُكرر: إذا سقط النظام، ستغرق سورية في الفوضى وستقع بأيدي أسوأ
الإسلاميين، وأن القوى الغربية ستدفع الثمن. لقد أكد بتاريخ 6 نيسان أن سقوط نظامه
سيكون له "تأثير الدومينو" على الشرق الأوسط، وسيُزعزع استقرار هذه
المنطقة "لسنوات طويلة". البارحة 17 نيسان، بعد أن تنبأ "بنهاية
سورية إذا لم تخرج منتصرة"، أكد أن الدول الغربية نفسها كانت تلعب بالنار من
خلال قيامها بتمويل تنظيم القاعدة، وقال في المقابلة التلفزيونية مع قناة
الإخبارية الرسمية: "لقد دفع الغرب ثمناً باهظاً جداً في السابق بسبب قيامه
بتقديم المساعدة إلى تنظيم القاعدة في بداياته. اليوم، إنه يقوم بالشيء نفسه في
سورية وليبيا وأماكن أخرى، وسيدفع ثمن ذلك باهظاً في قلب أوروبا والولايات
المتحدة". وقد نشر موقع الرئاسة السورية مقاطع من هذه المقابلة، ومن المنتظر
بثها بشكل كامل في المساء.
كما
أضاف قائلاً: "الحقيقة هي أننا نواجه قوى متطرفة بشكل أساسي"، موجهاً
الحديث دوماً إلى العواصم الغربية. إن نقطة ضعف هذه العواصم التي تدعم التمرد هي
التورط المتزايد أكثر فأكثر للحركات الراديكالية على الأرض. لقد شعرت الحكومات
الغربية بالقلق بعد قيام جبهة النصرة،
مجموعة من الجهاديين السوريين والأجانب، بإعلان ولائها الأسبوع الماضي إلى
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. جاء هذا الإعلان في وقت يُثير الفضول، أي في
الوقت الذي أظهرت فيه فرنسا وبريطانيا ترددهما حيال تسليح المتمردين على الرغم من وعودهما
السابقة. إذا كانت المنظمة الإسلامية جبهة النصرة ليست الأكثر أهمية في سورية،
فإنها بالمقابل الأكثر شهرة. إنها تنتمي إلى الحركة التي يصفها المحللون بـ
"الجهادية العالمية". ارتكب رجال هذه المنظمة عمليات التفجير الانتخارية
كما حصل في العراق، وأظهروا أنهم أكثر حباً للقتال وقدرة على استخدام تقنيات
الاتصالات، وادعوا بعض النجاحات التي حققتها أطراف أخرى في المعارضة. تُشير
التقديرات إلى أن عدد عناصر جبهة النصرة هو ستة آلاف رجل.
عندما
تطرق الرئيس السوري إلى خطر رؤية بلده يقع في دوامة تنظيم القاعدة، ألمح بوضوح إلى
المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة بين عامي 1980 و1988 إلى المجاهدين الأفغان
في كفاحهم ضد الاحتلال السوفييتي، الأمر الذي أدى في النهاية إلى وجود قواعد تنظيم
القاعدة في أفغانستان. كما هاجم باريس بشكل خاص. وبذل جهده لاستعادة حس النزعة
القومية، وقارن بين الاستعمار الفرنسي والدعم الحالي الذي تقدمه الدول الغربية
والعربية إلى المتمردين. لقد تم اختيار يوم بث هذه المقابلة لكي يُصادف تاريخ
استقلال سورية ونهاية الانتداب الفرنسي (1920 ـ 1946).
استعداداً لكلمة الرئيس السوري، بث التلفزيون
السوري صوراً من حقبة الانتداب، ورافقتها تعليقات تربط بين الحاضر والماضي:
"إن الاحتفال بانسحاب أخر جندي فرنسي هو صفحة مشرقة من تاريخ سورية، ويقوم
أبطال جيشنا الباسل اليوم بمحاربة الإرهاب". وحول الموضوع نفسه، هاجمت وزارة
الخارجية السورية فرنسا وطلبت منها "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية
السورية"، وكانت باريس قد انتقدت قبل يوم العفو الجزئي الذي أصدره رئيس
الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق