صحيفة اللوموند
11 نيسان 2013 بقلم مراسلها الخاص في العراق كريستوف عياد Christophe
Ayad
أعلن
زعيم الدولة الإسلامية في العراق، الجناح العراقي لتنظيم القاعدة، يوم الثلاثاء 9
نيسان عن دمج مجموعته مع جبهة النصرة، المنظمة الجهادية الأساسية المسلحة في
سورية. سيُطلق على هذا التجمع الجديد اسم (تنظيم القاعدة في العراق والمشرق). يأتي
هذا الإعلان بعد يومين من النداء الذي وجهه خليفة أسامة بن لادن على رأس تنظيم
القاعدة أيمن الظواهري من أجل بناء دولة إسلامية في سورية بعد سقوط نظام بشار
الأسد الذي يواجه تمرداً ذي أغلبية سنية منذ أكثر من سنتين.
أكد
رئيس الجناح العراقي أبو بكر البغدادي في بيانه أن جبهة النصرة تم تأسيسها من قبل
جهاديين مُنشقين جاؤوا من العراق بعد أن قاتلوا الاحتلال الأمريكي بين عامي 2003 و2011
بمباركة من النظام السوري الذي كان يُشجع في ذلك الوقت عبور الجهاديين إلى العراق،
ولكنهم انقلبوا عليه اليوم. أظهرت جبهة النصرة نفسها منذ أكثر من عام عن طريق
عمليات التفجير الانتحارية، وأصبحت القوة المسلحة الأساسية داخل التمرد ضد نظام
الأسد. يطغى العنصر السوري على هذه الحركة التي تستقبل مئات الأجانب القادمين من
مختلف أنحاء العالم الإسلامي،. إنها تُسيطر على أجزاء كاملة من الأراضي السورية،
ومنها بعض أحياء حلب. أكد البيان أيضاً أن أبو محمد الجولاني، الذي ما زالت أصوله
غامضة، هو رئيس جبهة النصرة.
لاحظ
المراقبون وجود اختلافات حقيقية في المقاربة التكتيكية بين جبهة النصرة والدولة
الإسلامية في العراق، على الرغم من أنهما أصبحا يُشكلان حركة واحدة. تحرص جبهة
النصرة على عدم استهداف المدنيين بشكل ممنهج، وذلك بعكس الدولة الإسلامية في
العراق. كما تتجنب جبهة النصرة، في الوقت الحالي، فرض نظام إسلامي متشدد في
المناطق التي تُسيطر عليها، وتوصلت إلى اتفاقات مؤقتة مع التمرد الكردي كما حصل في
رأس العين وفي حلب مؤخراً. لا أحد يعرف فيما إذا كانت هذه الاختلافات هي ثمرة
تفكير حول التجاوزات التي ارتكبها تنظيم القاعدة في العراق، أم أنها بسبب الأولوية
المُعطاة حالياً إلى المعركة ضد النظام السوري.
يُمثل الإعلان عن هذا الإندماج خبراً سيئاً
بالنسبة للتمرد السوري. قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة كمنظمة
إرهابية، وأعلنت باريس يوم الثلاثاء 9 نيسان أنها تريد مناقشة احتمال تصنيفها كـ
"منظمة إرهابية" مع شركائها الأوروبيين وفي مجلس الأمن. كما تضاءل
احتمال قيام الدول الغربية بإرسال الأسلحة إلى المتمردين السوريين. إن الولايات
المتحدة غير مستعدة إطلاقاً لإرسال الأسلحة، وتتردد فرنسا بدورها بعد المصاعب التي
واجهتها في إقناع شركائها الأوروبيين.
لا
شك أن ذلك يُمثل خبراً مُفرحاً بالنسبة لنظام دمشق الذي قام مؤخراً بشن هجوم مضاد
ودامي، ولاسيما في حلب، ورفض يوم الاثنين 8 نيسان إرسال لجنة تحقيق أممية حول
استخدام الأسلحة الكيميائية. بالمقابل، إن هذه التطورات ستُضعف العراق أكثر فأكثر
بسبب التوترات السياسية والطائفية بين الشيعة والسنة التي تُهدد وحدة العراق. لقد
بدأت المحافظات السنية بالتمرد ضد الهيمنة الشيعية المُتمثلة برئيس الوزراء نوري
المالكي منذ شهر كانون الأول 2012.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق